اتهم رئيس جهاز الأمن القومي اليمني (المخابرات) اللواء علي الأحمدي، اليوم الثلاثاء، إيران بدعم الانفصاليين وبعض القوى السياسية اليمنية مالياً ومعنوياً، ودعاها إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين. وقال الأحمدي خلال مؤتمر صحافي: إن "إيران تقدّم دعماً للانفصاليين لإفشال المبادرة الخليجية، لكن ذلك لا يعني أننا داخلون في عداء مع إيران"، موضحاً أن إيران تدعم الانفصاليين وبعض القوى السياسية اليمنية مالياً ومعنوياً، وليس بالسلاح.
وأشار إلى أن العلاقات اليمنية الإيرانية لم تنقطع رغم ما يشوبها من فتور في الفترة الحالية، ولفت إلى أن موقف إيران كان إيجابياً من الوحدة اليمنية منذ قيامها في عام 1990، معتبراً أن الظروف ما زالت متاحة أمام إيران لأن تصلح علاقاتها مع اليمن.
ويأتي المؤتمر الصحافي لرئيس جهاز الأمن القومي اليمني بعد يومين من تصريحات للسفير الإيراني بصنعاء محمود زادة، نفى فيها تصريحات نسبت للأحمدي اتهم فيها إيران بالتدخّل في الشأن اليمني.
وحول التنسيق بين اليمن وأمريكا بخصوص الضربات الجوية التي تطال عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، قال الأحمدي: "ما دام هناك عناصر مطلوبة من عناصر التنظيم فستستمر العمليات حتى يتم القضاء على عناصره، وما دامت القاعدة موجودة سيظل التعاون قائماً بين البلدين".
وفي ما يتعلق بنشاط الحوثيين في اليمن، أكد الأحمدي أن الحروب الستة كانت عبثية، ودعا الحوثيين إلى الانخراط في العملية السياسية وترك السلاح، مشيراً إلى أنه لا دخل للأمن القومي بقضايا الاختفاء القسري أو العنف أو الاختطاف.
وقال إن "قضية صعدة قضية معترف بها، وهي مطروحة على جدول الحوار الوطني الشامل الذي يشارك فيه الحوثيون كأحد مكونات مؤتمر الحوار الوطني وفقاً للمبادرة الخليجية".
وأضاف أن "مشاركة الحوثيين في الحوار الوطني وطرح قضاياهم ورؤاهم عبر الحوار والطرق السلمية، هو الطريق الصحيح الذي نأمل أن يستمروا فيه لتحقيق رؤاهم ضمن رؤية وطنية شاملة لمستقل البلاد بعيداً عن العنف واللجوء إلى السلاح".
وشدّد على أن مهمة جهاز المخابرات تتعلّق بقضايا الإرهاب والتجسّس وما يمس بأمن اليمن القومي.
وكان مصدر مسؤول في جهاز الأمن القومي نفى يوم الجمعة الماضي تصريحات نسبت للأحمدي اتهم فيها إيران بدعم الحوثيين لاحتلال العاصمة صنعاء، ودعمهم بالسلاح عن طريق البحر.
وطالب السفير الإيراني بصنعاء محمود زادة، الأحد، من السلطات اليمنية تقديم الأدلة على قيام بلاده بالتجسّس على اليمن، خاصة في ما يتعلق بالمعلومات النووية، معتبراً أن الحكومة اليمنية تستند إلى تقارير غربية حول دعم طهران لكل من جماعة الحوثيين و "الحراك الجنوبي" الذي ينادي بالانفصال عن شمال اليمن.
وقال زادة في مؤتمر صحافي عقد بصنعاء: "ماذا تريد إيران من التجسّس على اليمن، هل المعلومات النووية أم اقتصاد اليمن أم معسكراته؟"، مضيفاً: "إذا كان لدى اليمن أية أدلة بخصوص ذلك فعليه تقديم تلك الأدلة".
وكان الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور هادي، اتهم إيران في يوليو الماضي بزعزعة الأمن في بلاده إثر إعلانها القبض على ست خلايا تجسّس قال إن أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني يشرف عليها.