نفى الدكتور عبدالله الوطبان المشرف على موقع المحتسب على الإنترنت، ما يردده "البعض" من أن المحتسبين قصروا جهودهم على الاحتساب في قضايا المرأة، وقال: الاحتساب مفهوم شامل يتعلق بكل شيء حتى المال العام والفساد الإداري، لا بد من الاحتساب عليهما، مشيراً إلى أن "من يطالع تويتر اليوم، وهو منبر حر، يجد أن التيار الديني من أكثر التيارات احتساباً في المال العام والفساد السياسي والإداري". جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "حراك" ناقش فيها الإعلامي عبدالعزيز قاسم قضايا الاحتساب وفقهه، وهل الاحتساب خاص بقضايا المرأة أم هو عام لمنكرات الفساد المالي والإداري وغيره؟ وناقش البرنامج زيارة المحتسبين لوزير العمل، وما قاله الشيخ عبدالرحمن أبا نمي للوزير. واستضاف "قاسم" في حلقته كلاً من جميل فارسي الكاتب بصحيفة المدينة، والشيخ د.عبدالله الوطبان المشرف على موقع المحتسب، والشيخ عبدالعزيز الطريفي الداعية الإسلامي، ومحمد معروف الشيباني الكاتب بصحيفة البلاد، والأستاذ إدريس الدريس الكاتب في صحيفة الوطن. وقال الشيخ الوطبان: "الأصل في النصيحة أن تكون باللين، ولكن أحياناً يختلف مقتضى الحال، فقد يحتاج المحتسب إلى الإغلاظ، على خلاف الأصل، كما قال موسى لفرعون: وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً، مع أن الله أمره بأن يخاطبه باللين إلا أن مقتضى الحال فيما بعد أجاز لموسى أن يغلظ له في الخطاب. وقد أغلظ النبي صلى الله عليه وسلم على بعض أصحابه، كما قال لمعاذ: أفتان أنت يا معاذ؟ وكما قال لأسامة بن زيد: كيف تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟". وأوضح الوطبان أن "الدعاء على المفسد جائز شرعاً، قال تعالى: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"، فدعاء المظلوم حق شرعي له". واتهم الشيخ الوطبان الإعلام الورقي بأنه إعلام مختطف، ولا يسمح لأهل الخير بإبداء آرائهم. وقال: لا يوجد أحد يحرِّم أن تعمل المرأة ضمن ضوابط الشريعة، مضيفاً: "بالنسبة لقصر بيع المستلزمات النسائية على النساء، فإن الجميع يطالب بذلك، ولكن المشكلة أن وزارة العمل نفذت قرارات التأنيث على حسب أجنداتها وتوجهاتها". من جهته، نفى جميل فارسي اتهام الشيخ الوطبان للإعلام الورقي بأنه معاد للتيار الديني، وأكد أنه شخصياً مع الاحتساب ويؤيده، وأضاف قائلاً: "الاحتساب وسيلة لإبداء الرأي، وهو وسيلة أيضاً لتطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا مما تميزت به أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس". وأوضح فارسي أن "الإعلام لم ينقل لنا ما قاله ال 200 رجل الذين اجتمعوا بوزير العمل، بل لم ينقل إلا كلام الشيخ عبدالرحمن أبا نمي، وأعتقد أن ما قاله أبا نمي غير صحيح وليس بمستساغ أن يدعو على مسلم بالسرطان لمجرد الاختلاف معه، ثم ما أدراه بيقين أن ما أصاب الدكتور غازي القصيبي كان بسبب دعائه؟". وأبدى شكره للمحتسبين على احتسابهم، إلا أنه استطرد قائلاً: "تمنيت أن يخرج المحتسبون بعد لقائهم بوزير العمل إلى أحد المالكين للأراضي "المشبَّكة" لينكروا عليه فعله، ويذكروه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من اغتصب شبراً من أرض طوّقه الله سبع أرضين يوم القيامة". وتطرق جميل الفارسي في حديثه إلى الميزانية السعودية، منبهاً إلى ضرورة الاحتساب في الأمور المالية أيضاً، وقال: "أسلوب عرض الميزانية لم يكن جيداً، ومجلس الشورى كان مثلنا لا يدري عنها! ثم إن الصحافة غطتها ووصفتها بميزانية الخير، فهل هناك ميزانية شر؟! وملايين الريالات ذهبت من الميزانية لوزارة الصحة، ثم تأتينا رسائل جوالات بأن تبرعوا لمرضى الكلى! هذا الكلام عيب! فمن حق مريض الكلى أن تعالجه وزارة الصحة، ولا يتبرع له الناس".