تفتقر المدارس الحكومية والمستأجرة، على حد سواء، إلى وجود الملاعب الرياضية المهيأة والملائمة لممارسة مختلف أنواع الرياضات عليها، بل الأمر تعدى إلى ما هو أسوأ من ذلك، ألا وهو لعب الكثير من الطلاب على أرضيات من الخرسانة "البلاط الأسمنتي" الذي قد يؤدي إلى حدوث إعاقة مستديمة عند الوقوع عليه، أو إلى الوفاة، وهناك بعض المدارس لا يوجد بها سوى جزء مخصص وصغير ترابي لا يفي بالغرض. "سبق" استطلعت آراء الطلاب والتربويين حول وضع الملاعب الرياضية وملاءمتها، وخرجت بالآراء التالية:
الملاعب المدرسية أسمنتية وترابية منفرة: في البداية يقول الطالب الذي رمز لأسمه (م. ح. الشهري) إن مدرسته لا يوجد بها ملعب مناسب لممارسة كرة القدم، فهو من البلاط الأسمنتي الذي يجعله مؤثراً على مفاصل قدميه بالإضافة إلى ركبتيه بعد الخروج من حصة التربية البدنية، بل يتهرب من الخروج مع زملائه إلى الملعب الرياضي. فيما قال الطالب (حسن. م. خ): إنه لا يفضل الخروج مع زملائه في حصة التربية الرياضية لأن زميله كُسرت ساقه أثناء لعبهم في إحدى الحصص، ما جعله يتألم مواسياً صديقه. وأردف بقوله إنه قرر بعدها عدم اللعب على هذه الملاعب المؤذية، حسب وصفه، أما (راشد. م. ع) فقال إنه يدرس بالصف السادس الابتدائي ولا يحبذ لعب كرة القدم بمدرسته. وعن الأسباب التي أدت إلى ذلك أجاب بأن المعلب الموجود في المدرسة ترابي ما يثير الكثير من الأتربة والغبار، الأمر الذي يؤدي إلى اختناقه، لأنه مصاب بمرض الربو. وأوضح أن غالبية المدارس التي بها زملاؤه بمنطقة تهامة عسير من محايل وبارق والمجاردة لا يوجد بها ملاعب ذات الأرضية المزروعة بالعشب الطبيعي أو الصناعي. "رأي تربوي": عدم تنفيذ المباني المدرسية دون ملاعب مناسبة فيما قال أحد مشرفي التربية الرياضية: مع الأسف الشديد معاناة معلمي التربية البدنية لإيجاد البيئة المناسبة لتنفيذ حصص التربية الرياضية مستمرة، وقد سبق أن أوضحنا ذلك في اجتماعات سابقة مع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، وناقشناها وكذلك مع المشرفين في إدارات التربية والتعليم من خلال اللقاءات المنعقدة التي أوصت بعدم اعتماد تنفيذ أي مشروع مدرسي مستقبلاً بلا ملاعب رياضية مناسبة وملائمة من النجيل الصناعي لبناء جيل سليم ومواهب تسهم في الارتقاء وعلو كعب الرياضة في وطننا الغالي. "سبق" هاتفت مدير قسم المشاريع والصيانة بتعليم محايل عسير المهندس يوسف العسيري الذي قال: إن توجه وزارة التربية والتعليم أن يكون في كل المدارس ملاعب نجيل صناعي، بدلاً من الملاعب الترابية، وأحياناً نصطدم بعراقيل في المدارس القديمة عند تأهيلها، منها عدم وجود مساحات كافية أو وجود مناطق صرف صحي وخنادق، وبالتالي من الصعب تكسيرها، وأشار إلى أن ميزانية السنة القادمة لتأهيل المدارس سيكون بها ملاعب رياضية من النجيل الصناعي، كما أن المخصصات المالية أحياناً تلعب دوراً هاماً في عدم إيجاد مثل تلك المنشآت المناسبة.