كشف استشاري الغدد والسكري بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، الدكتور زكريا الدويك، أنه رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة حول السمنة على مستوى المملكة، إلا أن العديد من الدراسات الحديثة أثبتت أن نسبة السمنة في المجتمع السعودي ازدادت بصورة تدعو للقلق، حتى وصلت إلى 23.6 % من النساء و 14 % من الرجال يعانون من السمنة، بينما بلغت نسبة الزيادة في الوزن 30.7% بين الرجال و28.4% بين النساء، وأضاف: "لو نظرنا إلى دول العالم العربي، لوجدنا أن المملكة العربية السعودية تفوق قريناتها في عدد البدناء". وأوضح الاستشاري أن هناك دراسة أشارت إلى أن معدلات السمنة في السعودية ارتفعت بنسبة 30% خلال السنوات العشر الأخيرة، وأن 29% من الرجال يعانون من زيادة الوزن، ووصلت معدلات السمنة بين النساء إلى 24% مقابل 16% من الرجال، كما أن هذه النسب هي من أعلى المعدلات في العالم خاصة بين النساء 37%. وأشار في دراسة أخرى إلى أن معدل زيادة الوزن هو 36.9% بالسعودية، ووجد أن أعلى نسبة لانتشار السمنة في المنطقة الغربية 42% تليها الوسطى 40% واقل معدلات السمنة كانت في المنطقة الجنوبية 30%. واعتبر الدكتور الدويك أن السمنة إحدى الظواهر التي باتت تؤرق أفراد المجتمع، وتمثل هاجساً يؤرق مضاجعهم بما يظهر على الفرد من زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم، وهناك عدد من العوامل المسببة للمرض يأتي على رأسها العوامل الوراثية حيث أن الموروثات قد تؤثر على كمية الدهون المخزونة في جسمك وكيفية توزيعها وتلعب المورثات دوراً في كفاءة جسمك في تحويل الطعام إلى طاقة وفي معدل حرق السعرات عن طريق ممارسة النشاط الرياضي وهناك التاريخ العائلي إذا كان أحد أو كلا الوالدين يعاني من السمنة فهناك فرصة أكبر للإصابة كما قد يكون ذلك بسبب المورثات المشتركة أو العوامل البيئية المتشابهة والتي تشمل الأطعمة ذات السعرات العالية وقلة النشاط الرياضي وعمر الفرد كلما ازداد العمر كلما قل نشاطك الحركي هذا بالإضافة إلى نقص كمية العضلات في جسمك عند كبر سنك مما يؤدي إلى نقص في العمليات الأيضية كما أن المتطلبات الاستهلاكية من السعرات تقل أيضاً مع تقدم العمر ولذا فإذا لم يقلل الشخص من معدل استهلاكك للسعرات فسيزداد الوزن وأيضا الجنس فالسيدات أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالسمنة حيث يقل حجم العضلات في أجسامهن وتنقص لديهن معدل حرق السعرات مقارنة بالرجال. وأضاف أن تشخيص السمنة التي تعرف كأنسجة دهنية زائدة، حيث يعتبر قياس كمية الدهون في الجسم بشكل دقيق أمرا معقدا وبحاجة لتقييم مهني على الرغم من ذلك يمكن عن طريق عمل فحص جسماني بسيط، الكشف بسهولة عن وجود دهون زائدة ويضيف أن مؤشر كتلة الجسم تأتي بتقدير جيد نسبيا لكمية الأنسجة الدهنية (لدى الأشخاص الذين لا يكونون ذوي بنية عضلية كبيرة جداً، مثل رياضيي كمال الأجسام المحترفين). يحسب مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوجرامات على مربع الطول بالأمتار.واعتبر أن السمنة العلوية (السمنة المركزية) أي تراكم الدهون الزائدة في منطقة البطن وفوق الخصر (محيط البطن اكثر من 102 سم لدى الرجال وفوق 88 سم لدى النساء) هي ذات أهمية طبية اكبر من السمنة السفلى أي تراكم الدهون الزائدة في الأرداف والفخذين فالأشخاص الذين يعانون من السمنة العلوية عرضة أكثر وخطر الإصابة بمرض السكري والسكتة الدماغية, لأمراض الشرايين القلبية والوفاة المبكرة. وبين أن وسائل العلاج تتمثل بالرجيم والحمية وهي التحكم بالنظام الغذائي للبدينين هو أهم وأنجح طريقة يمكن بها تخفيض وزنهم، وذلك بتقليل عدد السعرات الحرارية المتناولة لحدود أقل من حاجة الجسم من الطاقة التي تختلف فيها السعرات الحرارية اللازمة من شخص للآخر وتطبيق رجيما معينا يعتمد على احتياج الجسم للسعرات وعلى قاعدة طبية تنصح بأن يتم إنقاص الوزن بمقدار 1 كجم أسبوعياً فقط، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص لتحديد الريجيم المناسب بالإضافة للتثقيف والتوجيه السلوكي الضروري، وأيضاً العلاج بالأدوية وتنقسم إلى مجموعتين الأدوية المثبطة للشهية وأدوية السبروتونينرجك وشبيهاتها وأدوية التدخل الحراري وهناك التدخل الجراحي عمليات ربط المعدة أو إدخال بالون في المعدة أو تحويل مسار المعدة والأمعاء.