اختتمت أمس جلسات المؤتمر الوطني الثاني للجودة في التعليم العالي الذي نظمته الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقاعة الملك فيصل بفندق الأنتركونتيننتال بالرياض. وتناول المشاركون آليات تقويم وتحسين البرامج لتقويم الأداء في جودة التعليم، مؤكدين أن التنظيم للبرنامج الناجح والتحسين في الجودة في التعليم يتطلب تركيز عريض على المادة العلمية ومكوناتها وظروف التعلم. وشدد المشاركون على أهمية تهيئة البيئة التعليمية المناسبة في محيط الدراسة من تسهيلات مكتبية تساعد الطالب في اكتساب المهارات ومدى التنوع الثقافي وتقديم خدمات مساندة أكاديمياً وضرورة تهيئة الخدمات الصحية والإرشادية والتوجيه للوظائف، مؤكدين أنها تسهم في جودة التعليم. وأضافوا أن المادة العلمية مهمة لاتخاذ القرار لتقييم نجاح الاستراتيجيات التي من المهم أن تفي بمتطلبات التقييم الخارجي والبحث عن المؤشرات التي تساعد على التقييم لكي يتم إدخال التغيير في الوقت المناسب. وبين الدكتور مارتن كارول أن أبرز المشاكل التي تواجهها الجامعات تكمن في حضور الطلاب في قاعة الدراسة والرضا بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومعدل نسبة الطلاب في الفصل الواحد. وطالب الدكتور اندرو ليستر بضرورة إيجاد معايير للأداء للتدريس لقياس كفاءة عضو هيئة التدريس، مشيراً إلى أن رضا الطلاب هو أحسن أسلوب لمعرفة تأثير التدريس. وتناول المشاركون مؤشرات الأداء وإجراءات المقارنة وعمليات التقويم الذاتي وإعداد التقارير وتقويم مخرجات التعليم وكفاءة التدريس وأنظمة جمع وتحليل الأدلة والبراهين الخاصة بالجودة. وأوضح الدكتور محمد العوهلي وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية أن المتغيرات التي تواجه التعليم العالي في المملكة تتمثل في المساحة الجغرافية الواسعة والنمو السكاني، مبيناً أن المملكة تعد من أكثر دول العالم سرعة في النمو وأن نسبة كبيرة من سكان المملكة تقدر ب62% يستهدفهم التعليم العالي. وزاد العوهلي أن من أبرز المتغيرات التي واجهت التعليم العالي التوزيع الجغرافي الواسع واتساع الفجوة بين العرض والطلب في المخرجات، مؤكداً أن الوزارة استجابت لهذه المتغيرات من خلال مراعاة الأهداف والسياسات والبرامج وقامت بإجراء الخطط قصيرة وطويلة المدى، مبيناً أنه تم الاهتمام بقضايا القبول والمواءمة وقضايا الجودة. وأشار إلى أن 91% من خريجي الثانوية استوعبتهم الجامعات السعودية كإنجاز لنجاح الخطط التنموية التي تسعى الوزارة لتحقيقها. وأضاف وكيل وزارة التعليم العالي أن الوزارة قامت بإعادة هيكلة التخصصات من خلال تقليل القبول في بعض الكليات ودمج بعض الكليات والتوسع في افتتاح كليات جديدة تناسب متطلبات سوق العمل. وبين أن من المنجزات التي حققتها وزارة التعليم العالي ضمن خططها للرقي بالتعليم العالي برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، موضحاً أن عدد المبتعثين أصبح أكثر من 60 ألف مبتعث ومبتعثة في دول مختلفة حرصاً من الوزارة على تنويع الخبرات التعليمية. وتحدث عن الشراكة بين الجامعات السعودية والجامعات العالمية وكذلك برنامج الريادة العالمية الذي أطلقته الوزارة مؤخراً، مؤكداً أن هذه الخطوات ستجعل الجامعات السعودية في مصاف الجامعات العالمية المتقدمة علمياً. وأضاف العوهلي أنه روعي في إعادة الهيكلة للمؤسسات التي تتبع للوزارة إمكانات المؤسسات التعليمية ثم مخرجات التعليم العام والمتطلبات المالية. وقال إن المرأة شريكة في خطط التنمية وتعد جزءاً أساسياً من التعليم العالي وتشهد كل يوم تحقيق مكتسبات ومراكز جيدة.