قال الأمير تركي الفيصل إن فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام منذ يومين، يعد دعوة له ليبدأ جهوده لعقد إتفاقية سلام بين العرب والإسرائيليين، وإن أوباما يخاطر بإشعال جذوة العنف في الشرق الأوسط إن لم يحقق وعوده بالسلام في المنطقة، ولن يتم إلا بالضغط على إسرائيل للرضوخ للحلول المقدمة للقضية. وجاءت تصريحات الأمير تركي الفيصل في مقابلة أجرتها معه قناة "بلومبرج" الاقتصادية الدولية في مكتبه بمركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية بالرياض أمس، ونشرت المقابلة على الموقع الإلكتروني للقناة، ووكالات الأنباء. وقال الأمير تعقيباًً على فوز أوباما بالجائزة "إن فوز الرئيس أوباما بجائزة نوبل للسلام منذ يومين، يعد دعوة له ليبدأ جهوده لعقد إتفاقية سلام بين العرب والإسرائيليين، وأتمنى أن يكون أوباما مستحقاًً للجائزة قبل أن ينهي ولايته، وأن أوباما يخاطر بإشعال جذوة العنف في الشرق الأوسط إن لم يحقق وعوده بالسلام في المنطقة، ولن يتم إلا بالضغط على إسرائيل للرضوخ للحلول المقدمة للقضية". وأضاف "إذا لم يقبض أوباما على زمام الأمور فيما يخص قضية الشرق الأوسط، فلن يفعل أحد ذلك، وسيكون هناك المزيد من الصراعات وسفك الدماء، ولن يقتصر الأمر على الضفة الغربية أو قطاع غزة، كما كان يحدث على مدى 50 عاماًً مضت، فالأمر تعدى حدود منطقة الشرق الأوسط". وأوضحت "بلومبيرج" أن السعودية أظهرت خيبة أملها جراء فشل الإدارات الأمريكية المتعاقبة في التوسط لعقد سلام في المنطقة، وقبل أحداث 11 سبتمبر بأشهر قليلة أرسل الملك عبدالله بن عبدالعزيز (ولي العهد آنذاك) خطاباًً للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش طالبه فيها بدور أنشط للولايات المتحدة في صنع السلام". يقول الأمير تركى "إن الأمور بدأت في التحرك من تلقاء نفسها، لكن يجب أن يتم إيضاح الأمور للناس ويجب أن يتم التحرك بسرعة للحفاظ على ثقة الناس إن شيئاًً ما سيتم إنجازه". وأضافت بلومبيرج: لقد طالبت إدارة الرئيس أوباما إسرائيل بوقف كل أنشطة البناء في الضفة الغربية، للتقدم في عملية السلام، ورفض الفلسطينيون التفاوض دون وقف الاستيطان، وهناك نحو 300 ألف مستوطن يعيشون في 121 مستوطنة في الضفة الغربية، حيث يسعى الفلسطينيون لإنشاء دولتهم. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي تجميد الاستيطان، حيث صرح بأن الاستيطان يجب أن يستمر في التجمعات اليهودية للضفة الغربية لتلائم النمو الطبيعي للسكان، كما أعلن نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية لن توافق على تقسيم القدس في أي إتفاق نهائي، بينما قال الفلسطينيون إن على إسرائيل الخروج من القدسالشرقية لأنها عاصمة الدولة الفلسطينية. ويقول سمو الأمير تركى "إن إسرائيل هي من يتحرك على أرض الواقع، وهى التي تغير الأوضاع القائمة، وتتنكر لوعودها السابقة". وأضاف "إن أي ضغوط تمارس، يجب أن تمارس على الطرف الإسرائيلي الذي يقوم بكل شيء، عكس الإتفاقيات والتعهدات". وتعلق "بلومبيرج": إن مبادرة السلام التي طرحها الملك عبدالله عام 2002، تعرض التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، مقابل الانسحاب الكامل من كل الأراضي التي أُحتلت عام 1967، يؤكد الأمير تركي الفيصل بقوله "هذا هو الخيار الوحيد المطروح على الطاولة".