قالت الجمعية الفلكيّة بجدة، إن الأرض تعبر يوم بعد غدٍ الإثنين (3 ديسمبر) بين الشمس والمشتري، حيث سيكون المشتري في التقابل مع الشمس، وهو أقرب تقابلٍ للمشتري، ولن يتكرّر بنفس هذه المسافة إلا بعد 9 سنوات في عام 2021 علماً بأن التقابلات تحدث سنوياً. وبيّن رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة، أن السبب في أن كوكب المشتري يكون قريباً في بعض التقابلات عن غيرها من التقابلات الأخرى، يعود إلى أن مداره، مثل مدار الأرض، ليس تام الاستدارة. وأوضح أنه في العام الماضي 2011، وصل المشتري إلى نقطة الحضيض وهي أقرب نقطة في مدارة إلى الشمس خلال دورته المدارية التي تستغرق 12 سنة، وعند الحضيض المشتري تقريباً يكون على بُعد 50 مليون ميل من الشمس، مما يكون عليه عندما يكون في نقطة الأوج، ولهذا السبب المشتري لا يزال قريباً من الأرض أكثر من المعتاد خلال التقابل في العام الجاري، ولن يتكرّر ذلك مرة أخرى ويكون بهذه المسافة إلى الأرض إلا في عام 2021. ولفت إلى أن كوكب المشتري يقع في التقابل كل 13 شهراً أو نحو ذلك، حيث تستغرق الأرض دورتها في مدارها حول الشمس، حيث إن المشتري يقع بالقرب من الأرض كل عام دوماً في أو بالقرب من يوم التقابل. وأكمل قائلاً: "في العام الحالي 2012 يأتي المشتري بالقرب من الأرض في الأول من ديسمبر عند الساعة 9 مساء بتوقيت مكة المكرّمة عندها سيكون المشتري على بُعد فقط 609 ملايين كيلو متر". وتابع: "إضافة إلى أن الأرض تقع بين الشمس والمشتري في 3 ديسمبر عند الساعة 5:00 فجراً بتوقيت مكة المكرّمة عندما يقابل الشمس، وحالياً الكوكب العملاق يشرق عند غروب الشمس وعند منتصف الليل يبلغ المشتري أقصى ارتفاع له في السماء ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي". وذكر أنه وبسبب التقابل، يمكن للراصدين لسماء المملكة رؤية المشتري في أيِّ وقتٍ من الليل، وهذا الكوكب الغازي كان يمكن أن يصبح نجماً إذا كان منه 80 كوكب مشتري وُضعت سوياً فإنه سيحدث فيه تفاعل نووي ويصبح بالتالي شمساً، ولكن المشتري بحجمه ليس لديه القدرة ليسطع مثل الشمس علماً بأنه اكبر كواكب النظام الشمسي. وقال أبو زاهرة: "سيقع المشتري في أبعد مسافة من الأرض، عندما يعبر المشتري مباشرةً خلف الشمس من الأرض في 19 يونيو المقبل، اقتراب في مطلع ديسمبر، وأبعد نقطة بعد نحو ستة أشهر في أواخر يونيو 2013، ويمكن ملاحظة أن بُعد المشتري من الأرض يخضع بشكلٍ أساسي لطول دورة الأرض حول الشمس". وأرجع ذلك إلى أن الأرض تتحرّك حول الشمس في مدارٍ أقرب بكثير من المشتري الذي يتحرّك في مدار بعيدٍ عن الشمس، فمدار الأرض صغيرٌ، وتتحرّك الأرض أسرع في مدارها في حين أن المشتري يتحرّك ببطء، والأرض تتحرك بسرعة نحو 18 ميلاً في الثانية في مدارها، مقارنة بنحو 8 أميال في الثانية للمشتري. ودعت الجمعية إلى رصد المشتري وإلقاء نظرة عليه من خلال تلسكوبٍ صغيرٍ فالمشهد سيكون في غاية الجمال في ليلة التقابل عند النظر إليه بالعين المجرّدة فسيبدو المشتري كجوهرة متألقة برّاقة ومن خلال تلسكوب صغير ستظهر تفاصيل الكوكب الرئيسة ويمكن رؤية أقماره الأربعة الكبيرة.