قصفت طائرات حربية سورية قاعدتيْن لمقاتلي المعارضة قرب الحدود مع تركيا، الإثنين، فدفعت مئات السوريين إلى الفِرار عبر الحدود. وجاءت الهجمات على قاعدتيْن للجيش السوري الحر في قرية أطمة الواقعة على مسافة كيلو مترين اثنين من الحدود وبلدة باب الهوى القريبة قبل يومٍ من بدء محادثات بين مسؤولين من تركيا وحلف شمال الأطلسي لتحديد مواقع نشر بطاريات صواريخ أرض جو قرب الحدود التي تمتد 900 كيلو متر. وتركيا داعم رئيس للمعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وانطلقت المقاتلات التركية مرات عدة إلى منطقة الحدود مع سوريا وردت القوات التركية بإطلاق النار عندما سقطت قذائف سورية داخل تركيا. غير أن أنقرة التي ترفض اعتراض سوريا على نشر صواريخ باتريوت ووصفها لهذه الخطوة بأنها "استفزازية" أكدت أن هذه الصواريخ لن تستخدم إلا للدفاع عن الأراضي التركية لا لإقامة منطقة حظر طيران داخل سوريا، كما يطالب مقاتلو المعارضة لتحييد القوات الجوية السورية. وقال نشطاء إن طائرات سورية أسقطت ست قنابل على قاعدة للمعارضين بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي. وقال محمود أحمد عضو الجيش السوري الحر لرويترز بعد وصوله تركيا للعلاج "أصيب الكثير من الناس.. رأيت الكثير من الجرحى على الحدود قبل إحضاري إلى هنا". وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية إن الهجوم سوّى بالأرض خياماً أقامتها جماعة خيرية تركية على مقربة للمشردين داخل سوريا ولكن لم يصب أحد بسوءٍ في ذلك الوقت. وقال ناشط معارض في الجيش السوري الحر يدعى أحمد يقيم على مسافة قريبة من القاعدة "جاءت مقاتلتان سوريتان وأطلقتا خمسة صواريخ على القاعدة في أطمة. أصابت ثلاثة منها مناطق زراعية وأصاب الآخران مباني قريبة من القاعدة". وقال نشطاء إن مقاتلي المعارضة أطلقوا النيران المضادة للطائرات صوب المقاتلات السورية لكنها كانت تحلق على ارتفاعٍ عال للغاية حال دون إصابتها. وقال أحمد "أعتقد أن سبب الغارة ربما يتعلق بزيادة عمليات نقل الأسلحة (من تركيا) ". وفرّ مئات السوريين إلى تركيا بعد الغارة ويقدم لهم الجيش التركي الرعاية اللازمة. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن قذيفة مضادة للطائرات أطلقت خلال اشتباكات في بلدة حارم السورية الواقعة على الحدود سقطت على سقف منزل في منطقة ريحانلي التركية دون أن تسبّب خسائر بشرية. وبعد 20 شهراً على بدء الصراع يشدّد مقاتلو المعارضة قبضتهم على أراضٍ زراعية ومناطق حضرية إلى الشرق والشمال الشرقي من دمشق وسيطروا على قواعد عسكرية عدة في الأيام العشرة الماضية. ويبدأ فريق مشترك بين تركيا وحلف الأطلسي، يوم الثلاثاء، العمل على تحديد مواقع نشر صواريخ باتريوت وعدد الصواريخ التي يلزم نشرها وعدد الأفراد الأجانب الذين سيتم إرسالهم لتشغيلها. ولا تريد تركيا التورّط في القتال غير أن قرب الغارات السورية من حدودها يثير قلقها. وتشعر أنقرة بالقلق أيضاً بشأن أسلحة سوريا الكيماوية وأزمة اللاجئين على حدودها وما تصفه بالدعم السوري للمتمردين الأكراد في أراضيها. ويقول نشطاء إن أكثر من 40 ألف شخص قتلوا في الحرب الأهلية السورية التي بدأت بمظاهراتٍ سلمية تطالب بالإصلاح ثم تحولت إلى مطلب إسقاط حكم عائلة الأسد الذي بدأ قبل 42 عاماً.