أعلنت مجموعات مقاتلة معارضة للنظام السوري في منطقة حلب أمس الاثنين رفضها الائتلاف الوطني السوري المعارض، بعد ساعات من استكمال المقاتلين المعارضين السيطرة على قاعدة عسكرية ضخمة للقوات النظامية جنوب حلب في شمال البلاد. وفي بروكسل يعقد وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي اجتماعاً اليوم قد يبحث في طلب تركي لنشر بطاريات مضادة للصواريخ على الحدود التركية السورية، بينما يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لقاء بعد الظُّهر في احتمال رفع الحظر عن تصدير السلاح إلى سوريا، بهدف فتح الطريق لدعم الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي نشأ أخيراً بالسلاح في مواجهته مع النظام. وأعلن رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب الاثنين أن مصر ستكون المقر الرئيسي للهيئة التي تضم غالبية أطياف المعارضة، ولقيت ترحيباً دولياً فور الإعلان عنها، إلا أن مجموعات مقاتلة في منطقة حلب، بينها جبهة النصرة ولواء التوحيد وكتائب أحرار الشام، وهي أكبر المجموعات المقاتلة في شمال سوريا، أعلنت اليوم رفضها «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة»، مؤكدة توافقها على تأسيس دولة إسلامية، بحسب ما جاء في شريط فيديو نُشر على شبكة الإنترنت. وورد في البيان الذي تلاه في الفيديو أحد ممثلي المجموعات: «نعلن نحن التشكيلات المقاتلة على أرض حلب وريفها رفضنا المشروع التآمري لما سُمّي الائتلاف الوطني، وتم الإجماع والتوافق على تأسيس دولة إسلامية عادلة». من جهته قال معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري، إن الائتلاف المعارض قرر أن تكون مصر المقر الرئيسي له، وفق تصريح إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الاثنين. وجاء تصريح الخطيب الذي نقلته الوكالة من دون تفاصيل إضافية عقب لقائه وزير الخارجية المصري محمد عمرو في القاهرة. وقال الخطيب إن «هناك 14 قوة ثورية معارضة منضمة إلى هذا الائتلاف، وسنستمع إلى إخواننا الذين لم يشاركوا في هذا الائتلاف». وأشار الخطيب إلى اجتماع للهيئة العامة للائتلاف في القاهرة بعد أقل من 10 أيام لإطلاق الائتلاف بهيئته الكاملة. إلى ذلك أكد الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن الاثنين أن الحلف سيعتبر أي طلب تقدمه تركيا لنشر بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ على طول حدودها مع سوريا طلباً «عاجلاً». وقال راسموسن إن الحلف لم يتلق حتى الساعة أي طلب رسمي، لكن في حال قدمت أنقرة طلباً مماثلاً «فسنعتبره طلباً عاجلاً». وأضاف بأن «الوضع على طول الحدود السورية التركية يثير مخاوف جمة. لدينا جميع الخطط اللازمة للدفاع عن تركيا إن دعت الحاجة، وهذه الخطط قابلة للتعديل عند الضرورة لضمان حماية ودفاع فعالين لتركيا». وتابع «إذا تلقينا طلباً رسمياً من تركيا لتوفير هذا النوع من الدفاع والحماية الفعالين فسنعتبر هذا الطلب عاجلاً». وتتوقع ألمانيا تقديم تركيا طلباً رسمياً للحلف الأطلسي اليوم الاثنين لنشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية - السورية على ما أكد وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير. وقال الوزير عند وصوله إلى اجتماع وزراء الدفاع الأوروبيين في بروكسل «أتوقع أن يقدم الأتراك طلبهم». وعلى الصعيد الميداني أطلقت قوات الحكومة الأسدية صواريخ على ضواح جنوبية في دمشق أمس الاثنين فيما وصفه نشطاء معارضون بقصف عشوائي لمنع تقدم مقاتلي المعارضة المناهضين لحكم الرئيس بشار الأسد من ضواح تقطنها الطبقات العاملة إلى وسط المدينة. وقال النشطاء إن هذا هو أعنف قصف في 40 يوماً من الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي يهدف إلى إحباط المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة الذين يعملون من أحياء سنية على أطراف العاصمة. وقال رامي السيد من المركز الإعلامي السوري، وهو منظمة معارضة تراقب حملة الأسد المستمرة منذ 20 شهراً على الانتفاضة إن طائرات مقاتلة قصفت ما بدا وكأنه أهداف للمعارضة أمس. وأضاف بأن منصات إطلاق الصواريخ أحدثت اليوم دماراً هائلاً وعشوائياً. وقال نشطاء معارضون إن الصواريخ والقنابل أصابت مناطق الحجر الأسود والتضامن والقدم التي فر منها السكان بدرجة كبيرة بعد أن سقطت تحت سيطرة الجيش السوري الحر المعارض. ولم ترد أنباء فورية عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال مقاتلو المعارضة كذلك إن الأسد بدأ في سحب بعض القوات من المحافظات لحماية العاصمة.