عاشت متعففة ومازالت على وضعها، تحتسب الأجر من الله، لعل بعد العسرِ يسرا، إلى أن دهمت منزلها سيول جدة الأخيرة، لتكشف لأهل الخير حال هذه السيدة الغارقة في غياهب الفقر، التي لا تسأل الناس إلحافا. إنها المواطنة (س . ح . س) اتصلت للوهلة الأولى ب "سبق" تشكي هجران إخوتها لها وبقاءها مع أبنائها السبعة، يرافقها الفقر بأسقفه المتصدّعة أينما حلت وبقيت، ليس لها أحدٌ بعد أن أودع زوجها السجن. لقد كشفتها سيول جدة لأحد فاعلي الخير بإحدى المؤسسات الخيرية بجدة، وقام بدوره بمساعدتها بما استطاع. تروي المواطنة (س. ح) حكايات مؤلمة مع الفقر وتوقف مساعدات الضمان الاجتماعي عنها وعن أبنائها وبناتها، لعدم تحديث بيانات زوجها من قِبل مستشفى الأمل، حيث يقبع خلف القضبان حالياً. فلم تجد حتى لأبنائها ما يسد جوعهم، إلا من أيادي الخير ومَن يعرفهم من جيرانها، فهي تعول سبعة من الأبناء، بينهم ابنتها المطلقة التي لديها طفلة وابنها الذي لم يجد عملاً سوى حارس أمن براتب 1500 ريال فقط، ناهيك عن هجران إخوانها لها، وعدم سؤالهم عنها. تسكن في منزلٍ شعبي بأحد أحياء جدة متشقق، قليل الأثاث، بعض غرفه لا توجد بها أجهزة تكييف، لم يكن ساتراً لهم من أمطار جدة الأخيرة، أمس، ومع ذلك فهي متأخرة بالإيجار منذ 9 أشهر، ومهدّدة بالطرد من المنزل في أي لحظة، بعد أن روت ل "سبق" أن صاحب المنزل أنذرها للمرة الأخيرة، وهو بحالة غضبٍ شديد. وطالبت عبر "سبق" أهل الخير بانتشالها من براثن الفقر وإيوائها بمنزلٍ يسترها هي وعيالها، بدلاً من حالة التهديد والقلق بالطرد والتشرُّد، وهي ترغب فيمَن يكفل لهم منزلاً متواضعاً وسد حاجة تكفيهم عن طلب والنظر إلى الغير، بعد كل هذه السنين وهم بين أربعة جدران، لا يعلم بهم الا الله - سبحانه وتعالى. وتحدث أحد فاعلي الخير وهو الرجل الذي اكتشف حالتها مع سيول جدة الأخيرة (فضّل عدم ذكر اسمه) وهو من مؤسسة خيرية بجدة قال: لقد تعبت كثيراً هذه المواطنة، ولم أكن أعلم بها مع أنها جارة لي، فقد اكتشفت أنها تعيش في منزل 7 أشهر دون ثلاجة، لا تستطيع أن تحفظ أطعمتها وماءها، ولا توجد لديها غسالة ملابس وغيرها، كما أن منزلهم مفتوح لا يقيهم تسرُّب الماء، وبعض الغرف لا يوجد بها مكيف، فقدمت لها ما بوسعي ، وكل ما أستطيع القيام به، حسب إمكاناتي وما توفره المؤسسة. ولكن هناك أموراً أكبر من طاقتي، مثل متأخرات الإيجار وترميم المنزل المتهالك وغيرها أو توفير آخر مناسب، لا أستطيع أن أوفي بها، فهي حالة صعبة تعيشها هذه السيدة المحرومة، والتي تسكن بأبنائها في هذا المسكن الذي من الممكن أن تتركه بين عشيةٍ وضحاها، لوجود متأخراتٍ عليها لا تستطيع سدادها، كما أن الضمان الاجتماعي أوقف مساعدتها، لعدم تحديث زوجها المسجون بياناته.