أمر خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" بعلاج المواطن "حسن أحمد العسيري" داخل المملكة أو خارجها، في تجاوب كريم مع ما نشرته "سبق" عن معاناته من مرض "صعوبة بلع الماء والسوائل" ورحلة بحثه عن علاج لحالته المرضية النادرة التي تعد الرابعة عالمياً. وجاء أمر خادم الحرمين الشريفين ليعيد الفرحة والبسمة على "أبو سعود" وعائلته، حيث كانوا يعيشون في دوامة من الحزن والأسى والمعاناة في ظل المرض النادر. "سبق" اتصلت ب "أبو سعود"، وزفت له البشرى ورصدت شعوره الطاغي بالفرح، حتى إن فرحته أوقفت الكلمات في حلقه واستبدلتها بدموع سبقت كلماته، قبل أن يلهج لسانه بالدعاء لخادم الحرمين بأن يطيل الله في عمره، ويزيد رفعته، ويلبسه ثوب الصحة والعافية. وقال أبو سعود: "الدعاء والكلمات لا تسعفني الآن، ولا أستطيع إيفاء والدنا خادم الحرمين الشريفين بالكلمات، ولكني لن أنساه من دعائي في كل وقت وكل صلاة، فلقد شمل بعطفه وأبوته كل أرجاء المملكة، أدامه الله عزاً وذخراً لشعب المملكة خاصة، وللأمة الإسلامية جميعها". ورفعت والدة "أبو سعود" أكف الضراعة لله -سبحانه- بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين بأن يمده بالعون والقوة وقالت: "ليس هناك ما نقدمه لصاحب هذا القلب الرحيم سوى الدعاء بأن يحفظه الله لنا، ويمتعه بالصحة والعافية، وبالنصر والتمكين على من يعاديه". وكانت "سبق" قد نشرت المعاناة التي يعيشها "أبو سعود"، والمتاعب والخسائر التي تكبدها في سبيل رحلة البحث عن علاج لمرضه الغريب والنادر. وقال "أبو سعود": "بدأت قصتي منذ خمس سنوات عند اكتشاف مرضي النادر، وعرفت فيما بعد أنني رابع شخص على مستوى العالم يصاب بهذا النوع من المرض، وهو صعوبة شرب الماء والسوائل". وأوضح: "بدأت معاناتي الحقيقية بعد ذلك في رحلة البحث عن العلاج، الذي أصبح هاجسي، وتزداد مأساتي في صعوبة العلاج وتكاليفه الباهظة، التي تحملتها، وسعيت للحصول عليها أملاً بالشفاء". وتابع "أبو سعود": "خسرت في سبيل ذلك ما يقارب سبعمائة وأربعين ألف ريال، وفقدت وظيفتي؛ حيث كنت أعمل مديراً لشركة عقارية، وقد فصلت من العمل بسبب كثرة غيابي في رحلة علاجي، وكثرة العمليات التي أجريتها، وسفري لدول عدة؛ فكل ذلك كان كفيلاً بحرماني من مصدر رزقي وعائلتي". وأضاف: "سعيت للعلاج، وأجريت عمليات جراحية عدة، وجربت العلاج الشعبي، وعانيت، وعشت أعاصير تلك العمليات وآلامها وعواصف حياتي المعيشية بفقدان عملي وجميع مدخراتي المادية". وأكمل "أبو سعود": "زادت حالتي سوءاً بعد دخولي في حالة نفسية سيئة، ومراجعتي أطباء نفسيين، وذهابي لمشايخ عدة أملاً بأن أجد ضالتي في رحلة البحث عن العلاج". واستدرك: "لكن كل تلك الخسائر الجسدية والمادية، وتلك المحاولات للبحث عن الراحة والاستقرار الأسري، ذهبت أدراج الرياح، بل دخلت في دوامة جديدة، هي تقديم طلب للعلاج على حساب الدولة خارج السعودية". وختم بالقول: "كل ما أرجوه هو أن أحصل على اهتمام والتفاتة من أصحاب القلوب الرحيمة؛ لإيصال معاناتي والحالة التي وصلت إليها".