يحسم ثلاثون خبيراً عالمياً في طرق مكافحة الحرائق وبمشاركة 39 ضابطاً من مديريات الدفاع المدني بمناطق المملكة، في مؤتمرٍ دولي دعت إليه جمعية مهندسي الوقاية من الحريق (فرع المملكة) بمدينة الدمام شرق المملكة، والذي تنطلق فعالياته غداً، ولمدة ثلاثة أيام، محورين رئيسين يشكلان الدعامة الحقيقية في مواجهة الحرائق والسيطرة عليها أولها ما يتعلق بالتطبيقات الهندسية لمكافحة الحرائق في مجال تصميم المباني الآمنة وأنظمة وأجهزة ومعدات الإنذار والإطفاء الثابتة, وثانيها الجوانب الإدارية والتنظيمية لمؤسسات ومنظمات الإطفاء وقدرتها في إدارة الحوادث على أرض الواقع , إلى جانب الحديث عن مخاطر الغازات المسالة وطرق مكافحتها والإجراءات التي تقتضي من خلالها تحقيق مبدأ السلامة الواجب توافرها في المصانع أو الأنابيب التي يتم من خلالها نقلها إلى الموانئ أو الناقلات الكبيرة لنقلها للمستهلكين. وأبان مدير المؤتمر عضو الجمعية المهندس معاذ البدران، أن المؤتمر سيقدم 24 ورقة عمل سيشارك بها متخصّصون من الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا والصين، إلى جانب متخصّصين من المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الحرائق. وأضاف أن هناك عديداً من الخبراء في مجال السلامة من مختلف دول العالم ومجلس التعاون الخليجي والشرق الوسط وشمال إفريقيا وغيرها من الأقاليم وبمشاركة عددٍ من ضباط المديرية العامة للدفاع المدني. في المقابل، أشار المهندس محمد بن فالح السبيعي نائب رئيس الجمعية، إلى أن هذا المؤتمر جاء نابعاً من الحاجة الواضحة إلى كيفية تطبيق معايير السلامة من الحرائق، خاصة في منطقة الشرق الاوسط ودول مجلس التعاون الخليجي حيث بدا الاهتمام جلياً بهذا الأمر خلال السنوات المنصرمة, بل وبرزت الحاجة إليه بهدف إيجاد وتطوير عددٍ أكبر من المتخصّصين في مجال الوقاية من الحرائق في هذه المنطقة التي أصبحت مركزا رئيسيا لتطوير الأعمال, ليس فقط في مجال البترول والغاز والبتروكيماويات، بل أيضاً في مجال البناء والنقل والبنى التحتية, مما يتطلب الأمر بهذه الصورة إلى احترافيين في مجال الوقاية من الحريق ذوي درجة عالية من الكفاءة ليتعاملوا مع تحديات السلامة من الحريق. وبيّن أن المؤتمر سيقف عند عرضه على تجارب حية ومهمة تتعلق بعدد محطات الإطفاء الواجب توافرها في المدن الكبيرة باستخدام برامج المحاكاة simulation software وفقاً للاعتماد على مدخلات لهذه البرامج من ضمنها مساحة المدينة وعدد الأحياء وتباعدها عن بعض ومدى الازدحام والمساحة القصوى التي يمكن لكل محطة إطفاء تغطيتها, والدعم اللوجستي من محطات إطفاء قريبة أو عدمه, وسيتم خلال ذلك استعراض العوامل التي يتم إدخالها في برامج محاكاة مطورة خصيصاً لتحدّد العدد الأدنى من محطات الإطفاء وطرق توزيعها ودراسة أبرز التجارب الألمانية على سبيل المثال في هذا النوع من المحاكاة. وفي ورقة رئيسة أيضاً سيتناول أحد المشاركين وهو السيد uwe طرقاً جديدة لتحديد عدد أفراد الإطفاء الواجب تواجدهم في كل محطة إطفاء ومحاولة ايجاد نقطة التقاء بين المتطلبات الحكومية لعدد الأفراد وبين ما تستطيع منظمات ومؤسسات وشركات الإطفاء تقديمه وتوفيره. وأضاف السبيعي أنه من ضمن الأوراق المتميزة تقديم طالب الدكتوراه السعودي والمحاضر بجامعة wpi بأمريكا المهندس ماجد مجماج، ورقة بعنوان "أثر الاختلافات الثقافية والاجتماعية بين الغرب والمملكة العربية السعودية على الإخلاء في حالة الطوارئ", وذلك عن طريق استخدام برنامج حاسوبي يحاكي به حالات الطوارئ والإخلاء في دول غربية عبر مقارنةٍ علميةٍ وعمليةٍ للفارق بين الثقافتين من حيث سرعة الإخلاء واللباس التقليدي ومقارنته باللباس الغربي وأحجام الأشخاص ومعرفة تصاميم المباني الهندسية والأحجام الكبيرة والمعقدة. كما سيتطرق المؤتمر لمناقشة مخاطر انفجارات الغبار وهو مصطلح يستخدم للتعبير عن الانفجارات المصاحبة لتصنيع مواد صلبة ودقيقة جداً مثلما يحدث في معامل تصنيع مواد عضوية طبيعية أو مكررة أو بلاستيك وأسباب حدوث انفجارها. إلى جانب ذلك سيناقش المؤتمر عبر متحدثين رئيسين من شركة ارامكو السعودية وسيكون المتحدث الرئيس المهندس محمد الزهراني نائب الرئيس للسلامة والأمن الصناعي بشركة أرامكو، إلى جانب متحدثين من شركة سابك والجامعات السعودية وعدد من المعاهد والمنظمات الدولية في عدد من المحاور المهمة جداً منها طرق تصميم أدوات السلامة من الحريق القائم على أداء للمنشآت الصناعية, وتكتيكات مكافحة حرائق الغاز المسال وتخزينه والمخاطر منه , وتعريف الخسارة المقبولة وطرق الحد من المخاطر, وإدارة الكوارث, وتطوير فرق عالية لأداء ونظام الاستجابة المتدرج لتحسين الاستجابة للحوادث الصناعية, وفحص مواد البناء من قِبل أنظمة الإطفاء ومضخات الإطفاء والتركيز الخاص على أثر الحريق والمخاطر الطبيعية. ودروس مستفادة من مدارس إطفائية كمدرسة إطفاء فانكوفر وثقافة سلامة الحياة, وطرق مكافحة الحريق البحري والوقاية من الحريق الصناعي, ومتطلبات التركيب لمواد البناء وأنظمة الإطفاء ومضخات الإطفاء, ومنهج أرامكو السعودية في السيطرة على حرائق صهاريح التخزين دراسة حالة, وتعليم وتدريب هندسة الوقاية من الحريق ونقل المعلومات وكفاءة الموظف, والتشغيل والتنبؤ بمخاطر رفع الماء الزيتي, دراسة حالة, وعملية تقييم مخاطر حريق المنشآت الصناعية . وسيرعى المؤتمر العديد من القطاعات الكبرى كشركة أرامكو السعودية, وكذلك سابك وغيرها من الجهات وكبريات الشركات المحلية. وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بالجمعية مزهر بن ناصر القحطاني أن الجمعية قد وجهت دعوتها للمديرية العامة للدفاع المدني للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي والمهم حيث تلقينا استجابة سريعة من سعادة الفريق سعد التويجري، ووجّه بمشاركة قرابة 39 ضابطاً من مختلف مديريات المناطق إلى جانب عرضهم لأهم تجاربهم مع الحرائق وكيفية تعاملهم معها. وبيّن القحطاني أن الدعوة لحضور هذا المؤتمر موجهة ومتاحة لكافة الجهات والشركات المهتمة بهذا الأمر للحضور والمشاركة الفاعلة في ورش وفعاليات هذا المؤتمر الذي يمتد لثلاثة أيام وهو فرصة ثمينة وفريدة ومناسبة بالغة الأهمية للاستفادة والتواصل مع الخبراء والمنظمات الحكومية والخاصّة المشهورة بتخصّصها في مجال الوقاية من الحريق الصناعي وإدارة المخاطر وهو فرصة عظيمة للالتقاء بالشركات المحلية للمشاركة باحتياجات أعمالهم الحالية وبفرص الأعمال المستقبلية. وأشار إلى أن هناك معرضاً مصاحباً لفعاليات المؤتمر سيقدم من خلال معروضاته أحدث الأدوات المستخدمة في مكافحة الحرائق من مختلف الجهات والمنظمات المشاركة.