تنطلِق غداً الأربعاء فعاليات مهرجان الأفلام الآسيوية 2011 في نسخته الرابعة بجدة، بمشاركة أكثر من 30 فيلماً روائياً طويلاً، وتسجيليّاً قصيراً، ووثائقيّاً متوسِّط الطول، من 14 دولة آسيوية، فيما تستمرُّ فعالياته لمدة 13 يوماً في مقرِّ القنصلية العامة لسلطنة بروناي وقنصلية سريلانكا. وتضمُّ هذه الدول إلى جانب السعودية كلّاً من: باكستان، والهند، واليابان، وماليزيا، وسريلانكا، وأندونيسيا، وبنغلاديش، والفلبين، والصين، وتايلاند، وسنغافورة، وكوريا، وبروناي. وينظِّم المهرجان نادي القناصل الآسيويِّين بجدة الذي يضمُّ القناصل العامِّين للدول السابقة. ويشهَد المهرجان عرض أفلام مُتنوِّعة ووثائقيّة، تتناول العديدَ من القضايا والموضوعات الإنسانية والسياحية والتعريفية التي تُبرِز النواحي الحضارية والثقافية لدى شعوب الدول المُشاركة للدول الأعضاء بالنادي، بالإضافة للسعودية مُمثَّلة في شركة رواد ميديا للإنتاج والتوزيع الصوتي والمرئي، والتي يُمثِّلها المخرج السينمائي ممدوح سالم، مدير مهرجان جدة السينمائي. ويُفتتح المهرجان بالفيلم الفلبيني "fide"، فيما تشارك السعودية بثلاثة أفلام هي: "جدة ملتقى الثقافات والحضارات" لممدوح سالم، ويتناول قصة خمس شخصيَّات من دول وثقافات مُختلفة وكيفية تعايشهم في مدينة جدة كمدينة حضارية وثقافية، تتوفَّر بها أطياف ثقافيّة متنوِّعة ومختلفة، لتُمثِّل نموذجاً لتعايش المواطن والمُقيم والزائر في تعايش إنساني وحضاري. كما يحتوي الفيلم على قصص إنسانية واقعية، تُعبِّر عن واقع المُقيمين والزائرين لمدينة جدة، ومدي انتمائهم وحبِّهم لهذه المدينة الرائعة، وتُسلِّط الضوء على مشاركتهم في أعمال تطوُّعية لكارثة سيول جدة. والفيلم الثاني هو فيلم "عايش" لعبد الله عياف، الذي يتناول قصة رجل أَمْن بإحدى المستشفيات، يعيش حياة رتيبة، يتغيَّر جدول عمله ليوم واحد، فتتغيَّر حياته كلُّها رأساً على عقب. أما الفيلم الثالث، فهو فيلم "ظلال الصمت" للمُخرج عبدالله المحيسن، الذي يُناقش فيه أزمة الفرد العربي وعجزه أمام تراكمات ماضية، ووَطْأة حاضره، ورُعْبه من المستقبل المجهول الذي يبدو أنه لا يملِك أملاً أو حلماً أو وعداً يُقدِّمه. ويَعرِض الفيلم نظاماً مُتسلِّطاً، يُشعِر أن الطرق القديمة التي طالما استعملها لإحكام السيطرة لم تَعُد ناجعة، فيعمَد إلى تطوير طُرِقه بتكوين خلية تفكير، تُنشئ معهداً منعزلاً في قلب الصحراء، تجعله في الظاهر مركزاً للعلاج بالتنويم والتأهيل بتنمية القدرة على التحكُّم في النفس، بينما تُزاوِل فيه في الحقيقة التخدير وغسيل المخِّ؛ لتدمير الكفاءات الخارجة عليه، حيث إن إدارة المهرجان تُخصِّص يوماً واحداً لكل دولة تَعرِض فيه أفلامها. وستكون مواعيد العروض السينمائية بشكل يومي من الساعة السابعة مساءً إلى العاشرة والنصف مساءً، فيما سيكون الحضور بدعوات خاصة. وأوضح المخرج السينمائي ممدوح سالم، مُشرِف العروض السينمائية السعودية أن مشاركة السينما السعودية في الفعاليات الثقافية الدولية بات مطلباً هامّاً ومُلِحاً، يَفرِض نفسه في الوقت الراهن، وذلك لتقديم المشهد الثقافي السعودي بأصالته وعراقته.