كشف استشاري جراحة التجميل عصام كيالي عن سيدة تُدعى روز، لديها مساعِدة، قامتا بحقن عدد كبير من السيدات بمدينة الرياض بما وصفه ب"الفيلر القاتل"، وهي مادة مالئة، وأن الجهات المعنية ألقت القبض عليهما وقدمتهما للعدالة. وقال ل"سبق": "زادت بشكل كبير مراجعة مريضات لمستشفيات وعيادات التجميل، يشتكين من مضاعفات حقن مواد مالئة (فيلر) خلال السنة الماضية، تم حقنها في البيوت من قِبل سيدات من جنسية عربية وشرق آسيوية". وأوضح أن "القاسم المشترك بينهن هو سيدة ملقبة ب(روز) مع مساعِدتها، وهي ليست معروفة بالقطاع الصحي، ولا تحمل أي ترخيص أو شهادات، لكنها تحمل مواد مالئة، تقوم بحقنها في أرداف وأرجل وخدود وأيدي السيدات في البيوت سرًّا بعيداً عن أعين وزارة الصحة، بأسعار زهيدة نسبة لأسعار المواد التي تُحقن في مراكز التجميل". وقال كيالي: "النتيجة الفورية المُرضية للسيدات ورخص ثمن الحقن جعلا لروز ومساعِدتها شعبية وإقبالاً كبيراً على هذه الحقن". ولفت إلى أن مضاعفات حقن هذه المواد لا تظهر إلا بعد شهور عدة، ولم يُعرف بعد طبيعة هذه المواد، وهناك شك كبير في أنها مادة الفازلين الصناعي، أو ما يشبهها. وتابع استشاري جراحة التجميل: "تتلخص الأعراض في ظهور قساوة شديدة في الأنسجة المحقونة، مع احمرار الجلد المغطي لها وألم في المنطقة، ثم تتحول تدريجياً لتصبح المنطقة ملتهبة ومتقيحة، وتظهر نواسير قيحية على الجِلْد". وحذر كيالي من أنها "قد تسبب الوفاة في حال تم حقنها خطأ بالوريد؛ حيث إنها قد تسبب جلطات رئوية". وشدّد استشاري جراحة التجميل على أن "علاج هذه الحالات صعب للغاية، ويسبِّب تشوهات شديدة نتيجة استئصال أنسجة الجسم المحقونة بهذه المادة، التي يصعب استخراجها دون تخريب الأنسجة المحيطة". وكشف كيالي عن "العشرات من هذه الحالات التي تتردد على مراكز التجميل؛ للبحث عن حل جذري، وغالباً ما يعتذر الأطباء عن عدم علاج هذه الحالات، ويتم تحويل المريضات إلى المشافي الحكومية نظراً لتعقيد الحالة، وكلفة العلاج الباهظة، والحاجة للمكوث في المستشفيات مدة طويلة". وقال: "انعقدت اجتماعات عدة بين أطباء جراحة التجميل بالرياض؛ للتباحث في كيفية تخفيف معاناة المريضات اللاتي تم حقنهن بتلك المواد غير المصرح بها دولياً". وأوضح أن "صعوبة علاج هذه الحالات تكمن في أن هذه الظاهرة وتلك المواد الغريبة غير معروفة بالأوساط العلمية دولياً؛ وبالتالي لا يوجد أبحاث أو تجارب سابقة يمكن الاستفادة منها في علاج تلك الحالات". واعتبر كيالي أن "الحل يكمن أساساً في التوعية والإرشاد للسيدات بألا يوافقن على حقن أي مادة من سيدات غير مرخصات، ويعملن في البيوت، وليس في مراكز التجميل". وقال استشاري جراحة التجميل: "أود أن أوجه نصيحة لكل سيدة تجري حقن أي مادة، حتى لو كانت مرخصة، وفي مركز معروف، ومن قِبل أطباء مرخصين، بأن تطلب من طبيبها اللصاقة المرافقة لهذه الحقن، التي تبيّن اسم المادة ومصدرها وكميتها، وتحتفظ بها؛ لتبرزها عند الحاجة لحقن كمية أخرى مستقبلاً عند طبيب آخر، وكذلك للتعامل مع هذه المادة عند ظهور مضاعفات". وأضاف: "كما أنني أنصح السيدات بعدم حقن المواد المالئة الدائمة حتى المرخص منها، والاستعاضة بالمواد المؤقتة نظراً لندرة مضاعفاتها، واستخدامها الواسع حول العالم؛ حيث إنها حلَّت مكان المواد الدائمة". وتابع: "أنصح باستخدام الدهون الذاتية بوصفها مواد حقن، تؤخذ من الجسم نفسه، وتُحقن في المكان المراد ملؤه، دون مضاعفات تُذكر، ودون أي رفض مناعي لها".