يقدم ألف شاب من شباب مكةالمكرمة العديد من الخدمات التطوعية المجانية لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام, وذلك ضمن برنامج "شباب مكة في خدمتك" الذي يقوم عليه مجموعة من المتطوعين على مدى ثلاثة أسابيع. ويتوزّع هؤلاء الشباب على عدد من المناشط الخدمية في الحرم وساحاته، والمستشفيات التي تستقبل المرضى من الحجاج. ويقدم البرنامج عددا من الخدمات في مجال خدمة الطائفين من العجزة وكبار السن والمعوقين لتسهيل مناسك الطواف والسعي, حيث يشارك في هذه الخدمة 450 شابا يعملون على مدار الساعة. كما يقدم 200 شاب خدماتهم في إرشاد التائهين وإيصالهم إلى مقار سكنهم بالتنسيق مع وزارة الحج والجهات المختصة، إلى جانب التوعية بحق الطريق وتنظيم الممرات وإزالة بعض الظواهر السلبية بساحات المسجد الحرام بالتعاون مع قوة أمن الحرم المكي الشريف. ويسهم البرنامج في رعاية الحجاج المرضى من خلال مشاركة 70 شاباً من طلاّب كلّية الطب بجامعة أم القرى في نشاط رعاية الحجاج المرضى بمستشفيات (الملك عبد العزيز, ومستشفى الزاهر, ومستشفى الملك فيصل, ومستشفى الششّة، بالإضافة لمستشفى النور التخصصي). وينظم البرنامج العديد من نشاطات الاحتفاء بوفود الرحمن بالتعاون مع جمعية مراكز الأحياء من خلال إقامة أكثر من 60 احتفالية في مقار سكن الوفود المنتشرة في مكة، حيث يقدم خلال هذا الاحتفاءات البرامج الثقافية المتنوعة, إضافة لتوزيع المصاحف على الحجاج. كما ينظم البرنامج حملة "سلام وابتسام" لإشاعة قيمتي السلام والابتسام، لضيوف البلد الحرام، وينشرها شباب مكة في الميدان، بإظهار الابتسامة والسلام على الداخلين إلى الحرم من الحجاج مع توزيع السواك والورود كهدية منهم للحجاج. وأكد مدير برنامج شباب مكة في خدمتك خالد الوافي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن ما يقوم به شباب مكة يأتي امتدادا لعمل الخير والبر الذي يقوم به أهل مكة لضيوف الرحمن, وقال: "إن قريش قبل الإسلام كانت تتسابق لخدمة حجاج بيت الله الحرام عن طريق السقاية والرفادة". واستشهد بقول قصي بن كلاب: "يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل مكة وأهل الحرم وأن الحجاج ضيف الله وزوار بيته، وهم أحق بالضيافة فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا عنكم ففعلوا"، مضيفاً "إنهم كانوا يخرجون لذلك في كل عام من أموالهم خرجا فيدفعونه إليه فيصنعه طعاما للناس, أيام منى فجرى ذلك من أمره في الجاهلية حتى قام الإسلام، وهاهم شباب مكة يحاولون العودة بكل حيوية ونشاط للتسابق في هذا المضمار بجوار الكعبة المشرفة". وأفاد المسؤول الإعلامي لبرنامج شباب مكة صلاح عبدالشكور من جانبه, أن هناك جهوداً كبيرة يبذلها شباب مكة من خلال الأنشطة التي يقومون عليها, مؤكدًا أن الشباب يعملون بكل ارتياح وهمة لأنهم يشعرون أنهم يقدمون خدمة جليلة لضيوف الرحمن بالوقوف معهم ومساعدتهم في أداء مناسكهم وما يحتاجون إليه . ووصف العمل لخدمة ضيوف الرحمن بالعمل الممتع الذي لا يستطيع أحد وصفه أو نقله بالصورة الحقيقة إلا من عايش العمل وجرّب هذه المتعة. في حين أبان الشاب سعد الهلالي - أحد عرفاء المجموعة بخدمة الطائفين - أن البرنامج يُعنى بتهيئة وإعداد شباب مكة تربوياً ومهنياً، ويسهم في نشر ثقافة العمل التطوعي، وغرس قيمة السخاء والضيافة, مشيرًا إلى أنهم دربوا قبل البدء في العمل في كيفية التعامل مع وفد الرحمن وطريقة الخدمة التي يقدمونها لهم، مما يجعل المشروع رائداً في تنمية الإنسان المكي. ولفت أمين بن محمد منشي - أحد المستفيدين من خدمة الطائفين - الانتباه إلى أنه لا يمكن التعبير باللسان عما يقوم به شباب مكة في بيت الله الحرام في هذا الموسم من خلال البرنامج لخدمة الوافدين وضيوف الرحمن ، معبرًا عن شكره للقائمين على البرنامج.