قال السفير عفيفي عبدالوهاب، سفير مصر بالسعودية: "إن بعض المصريين لا ينتظر أن يفصل القضاء بالحكم النهائي في قضيته، ويترك الكفيل ويذهب إلى أي مكان يشاء داخل السعودية". وفي تصريحات إلى "بوابة الأهرام" شدَّد السفير عبدالوهاب على ضرورة احترام القضاء السعودي، والانتظار حتى يتم الفصل في القضية "وهذه المشكلة الأساسية، أن من يلجأ للقضاء لا يطيق صبراً حتى يصدر الحكم النهائي، ودائماً يتعجل، ومنهم من يقول أنا متنازل ويترك كل أشيائه". وقال عبد الوهاب: "همنا وشغلنا الأول والأساسي هو رعاية المصريين أينما كانوا على أرض السعودية، والعمل على تذليل أي عقبات قد تعترضهم، بالتعاون مع الأشقاء السعوديين، الذين نلقى منهم بالفعل كل تعاون وتفاهم، وأتذكر عندما كنت مستشاراً في السفارة المصرية بالرياض قول المسؤولين السعوديين دائماً بأنه بالرغم من أن الجالية المصرية من أكبر الجاليات العربية والأجنبية وجوداً هنا في المملكة إلا أنهم أقل إثارة للمشاكل؛ لذلك فحتى وجود بعض المشكلات نستطيع بالتعاون مع الأشقاء في السعودية أن نحلها، وغالباً ننجح في مساعينا الودية مع الأشقاء هنا". وردًّا على تساؤل عن المحتجزين في سجون السعودية ونوعية مشكلاتهم، وهل هناك متابعة لأوضاعهم، قال: "وَفق الأنظمة والقواعد المعمول بها في قانون السعودية هناك مخالفات من البعض مثل المتخلفين بعد أداء العمرة أو الحج بعد انتهاء مدة التأشيرة الممنوحة، وإنني على اتصال يومي مع زميلي السفير حسان عيسى قنصل مصر العام في الرياض، وقنصل مصر العام في جدة السفير عادل الألفي؛ للنظر في كل المشكلات التي تُثار، والعمل على حلها". وأضاف قائلاً: "للأسف الشديد، البعض له حق، سواء على الجانب المصري أو السعودي، ولكن بعض المصريين لا ينتظر حتى يفصل القضاء بالحكم النهائي في قضيته، ويترك الكفيل ويذهب إلى أي مكان يشاء داخل السعودية. وحين يأتي إلينا لا نتخلى عنه، ونتبع الطرق الودية أولاً مع الكفلاء، وغالباً نستطيع أن نصل إلى حل يُرضي الطرفين، وبعد ذلك يغادر المواطن عائداً لبلاده". وأكد سفير مصر بالسعودية أن المرحلة الحالية تستدعي مزيداً من التعاون والتعاضد بين الدولتين الشقيقتين، معتبراً أنها علاقات راسخة، تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. وقال: "ورؤيتي في الفترة المقبلة أنه إذا انطلقنا من اللحظة الراهنة التي نعيشها، خاصة بعد الانعكاسات الإيجابية لزيارة الرئيس محمد مرسي للمملكة، وبما تحمله من دلالات تتجاوز المكان والتاريخ، هناك أمل كبير للغاية في أن تشهد العلاقات مزيداً من التطور في كل المجالات، خاصة أن الأوضاع العربية الحالية تستدعي من البلدين المزيد من التكاتف والتعاون والتشاور". وتابع: "لقد أدركت منذ اللحظة الأولى لوصولي هنا أن هناك رغبة حقيقية بالفعل بين الأشقاء في السعودية لدفع العلاقات بعد زيارة الرئيس مرسي، وهناك حرص من القيادة السعودية على متانة هذه العلاقات، والشاهد أن السعودية كانت هي الداعم الأساسي والرئيسي لمصر بين أشقائها الدول العربية في المرحلة الحالية، وبعد ثورة 25 يناير كانت أول دولة وقفت بجانب مصر". وأوضح أن "هناك علاقات استراتيجية قوية وثابتة، بعيداً عن الأسماء والأشخاص؛ فهي لا ترتبط بأشخاص معينين، لكنها علاقات ثابتة لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وأتذكر قول الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله بأن (السعودية ومصر هما جناحا الأمة العربية، وبتكاتفهما وتعاونهما يستطيعان أن يعبرا بالأمة العربية إلى بر الأمان)، وهذا قول قائد ينظر دائماً إلى المستقبل، ويدرك مكانة مصر؛ وبالتالي مكانة السعودية". وعن رؤيته لعودة الاستثمار السعودي بقوة إلى مصر خاصة في هذه الظروف قال: "رؤيتي ببساطة هي إعادة الثقة لرجال الأعمال والمستثمرين السعوديين في مناخ الأمن والاستقرار، الذي بدأ يعود تدريجياً إلى مصر، وإعادة الثقة بأن هناك حكومة مصرية جديدة، لديها الرغبة القوية والصادقة في جذب المزيد من الاستثمارات العربية، وبخاصة الاستثمارات السعودية، ولديها أيضا القدرة على إزالة كل المعوقات لتحقيق ذلك إذا كانت هناك ثمة معوقات تعترض زيادة ونمو هذه الاستثمارات". وأشار إلى أن الاقتصاد المصري في حاجة بالفعل في الفترة الحالية إلى المزيد من الاستثمارات، وأيضاً الاهتمام بالإنتاج في كل المجالات، وعودة الإنتاج إلى المستوى نفسه الذي كان يسبق ثورة 25 يناير، بل يفوق ذلك؛ لأن هناك فرصاً واعدة خلال الفترة المقبلة، والدليل على ذلك ما تعهد به الرئيس محمد مرسي أمام الوفد التجاري السعودي برئاسة وزير التجارة والصناعة الذي زار القاهرة مؤخراً. وقال عبدالوهاب: "سأقوم بمتابعة نتائج زيارة مرسي، التي لن تظهر بين عشية وضحاها، فربما تأخذ بعض الوقت القصير، لكن من واجبي خلال الفترة الحالية والمقبلة متابعة نتائجها مع وزير التجارة السعودي، وأيضاً مع مجلس الأعمال المصري السعودي، وقد كان هناك اتصال من أحد رجال الأعمال السعوديين الذين زاروا مصر، وتحدث معه عن لقاء قريب؛ لأن لديه بعض المقترحات والأفكار لكيفية تفعيل نتائج الزيارة، بما يعود بالفعل بالمنافع المتبادلة بين البلدين، سواء زيادة الاستثمارات السعودية في مصر، وأيضاً زيادة التبادل التجاري بين البلدين وزيادة الاستثمارات المصرية في السعودية". وردًّا على تساؤل عن حجم الاستثمارات المصرية في السعودية قال: "بالطبع الحجم ليس كبيراً بالمقارنة بالاستثمارات السعودية في مصر، التي تزيد على 25 مليار جنيه، أما الاستثمارات المصرية في السعودية فهي أقل من ذلك بكثير، وسأسعى لزيادتها، وكان هناك بعض رجال الأعمال المصريين في مجال الإعمار ينوون الحضور للمملكة لإقامة مشروعات عمرانية في بعض المناطق السعودية، وأذكر منهم رجل الأعمال علي عبداللطيف الذي أنشأ مدينة في ضاحية المعادي بالقاهرة، وهو بالفعل سيقوم بالاستثمار حالياً وإنشاء مجموعة من العمارات السكنية على مساحة ستة أفدنة في الرياض".