رفض كتّاب مصريون في مؤتمر أدبي عقدوه اليوم باتحاد الكتّاب بالقاهرة مطالبة عدد من المحامين بمصادرة "ألف ليلة وليلة" واصفين المطالبة بأنها "تعادي الخيال" ولا ترى في الإبداع الأدبي إلا جانبه الحسي. وكان بعض المحامين قدموا يوم 17 إبريل الماضي بلاغاً للنائب العام بمصر يتهم الكتاب بأنه "يخدش الحياء العام" ويطالبون بالتحقيق مع المسؤولين عن نشر الكتاب والتحفظ عليه بعد أن أعادت نشره الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة. ولكن الهيئة قالت في بيان لها اليوم إن هذا الكتاب "عمل تراثي إنساني لا تجوز مصادرته أو حذف أجزاء منه" وأعلنت عن إعادة طبعه بعد نفاد الطبعة التي طرحت في الآونة الأخيرة. وأصدر "مؤتمر أدباء مصر" الأربعاء الماضي بياناً يرفضون فيه "رفضاً قاطعاً محاولات البعض مصادرة الطبعة الجديدة من "ألف ليلة وليلة".. الذي يعد من عيون الأدب العربي والإنساني". وأهاب الأدباء بالنائب العام "حفظ مثل هذا البلاغ امتداداً لروح مصر الحضارية"، مشددين على أن إعادة نشر "ألف ليلة وليلة" أمر جدير بالترحيب لا المصادرة "وأن هذه القضية لا تخص الأدباء وحدهم إنما تخص الأمة وحريتها وواجبها وحقها في الحفاظ على تراثها". وأوصى الكتّاب في ختام المؤتمر بإعلان عام 2010 عام "ألف ليلة وليلة" وحماية التراث والدعوة لإصدار تشريع قانوني "يمنع التطاول على المبدعين ويمنع محاكمة الكتّاب على إبداعاتهم الأدبية إلا بمحاكمة ثقافية"، كما طالبوا بتدريس فصول من "ألف ليلة وليلة" في المراحل التعليمية المختلفة ودعوا إلى تنظيم "مؤتمر قومي كبير" يشارك فيه اتحاد كتّاب مصر والنقابات الأخرى المتصلة بالآداب والفنون والثقافة لمناقشة دور المثقفين "إزاء تلك الهجمة الشرسة التي تتربص بالإبداع والمبدعين". وقال اتحاد الكتّاب إنه سيقدم بلاغاً للنائب العام ضد من قدموا البلاغ "لوقوفهم ضد تراث وحضارة العرب والإسلام بالمخالفة للقانون الذي حظر مصادرة الكتب إلا بحكم قضائي".