ناشد خال الفتاة التي اعتدت على أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إمارة منطقة مكة المكرّمة، والمدير العام للهيئة بالعاصمة المقدسة التدخل الفوري، وتكوين لجنة حيال الحادثة، مؤكداً حُسن أخلاق الفتاة، وأن ما جرى كان نتيجة سوء فَهم. وقال خال الفتاة البالغة من العمر (25 عاماً): اضطرت ابنة شقيقتي إلى ضرب رجل الهيئة بالحجارة بعدما انتابتها مخاوف من إصراره على صعودها سيارة الهيئة الرسمية، مشدداً على ثقته برجال "الحسبة" وما يقدّمونه من رسالاتٍ وعظية ودعوية ومكافحة السلوكيات السيئة. وأشار إلى أن ابنة شقيقته تُعرف بحُسن أخلاقها، وأن الواقعة لا تعدو كونها سوء فَهم، نافياً بشكلٍ قاطعٍ تورُّط الفتاة فيما شاع عن محاولتها نجدة صديقة لها تم القبض عليها من قِبل أعضاء الهيئة في خلوةٍ غير شرعية مع شاب. وأضاف خال الفتاة أن فصول الواقعة بدأت حينما غادرت ابنة شقيقته منزل أسرتها بحي الكدوة في مركز حي الهجرة بمكة المكرّمة، مصطحبة معها أحد أبنائه وابن شقيقتها، وهما لا يتجاوز عمرهما الثالثة عشرة، إضافة إلى أحد أشقائها في عقده الثاني، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ بغرض الوصول بها إلى أحد محال خياطة الملابس النسائية، ويقع على مسافة لا تتجاوز 500 متر عن المنزل، ومن ثم العودة. وأشار إلى أنه بينما كانت الفتاة ومرافقوها في طريقهم لمشغل الخياطة توقف بالقرب منهم قائد سيارة من نوع "خصوصي"، وبادرهم بالسؤال إن كانوا يرغبون منه إيصالهم بمقابل مادي، غير أن الطفلين المرافقين مع الفتاة أجاباه بعدم الرغبة، في وقتٍ تزامن فيه مرور أعضاء الهيئة، الذين انتابتهم بعض الشكوك حيال الأمر؛ فقاموا باعتراض سيارة الشاب بمركبتهم الرسمية، وارتجالهم منها، ومن ثم إخراجه من مركبته، ووضعه داخل مركبة الهيئة. وأوضح خال الفتاة أن أحد رجال الهيئة مسك بحقيبة الفتاة في محاولةٍ منه لإجبارها على صعود سيارة الهيئة دون إبداء الأسباب؛ الأمر الذي أثار مخاوف الفتاة؛ فأخذت تُطلق صرخات استغاثة، عقب ذلك هرع لنجدتها بعض إخوتها الذين كانوا لحظتها داخل المنزل، الذي لم تكن قد بعدت عنه، وجرت اشتباكات بين إخوتها وأعضاء الهيئة؛ ما زاد من مخاوف الفتاة الهستيرية؛ فالتقطت بإحدى يديها حجراً كان على مقربة منها، وانهالت به ضرباً على رأس عضو الهيئة، الذي كان لحظتها لا يزال ممسكاً بحقيبتها. واختتم خال الفتاة بالقول إن الطفلين المرافقين لابنة شقيقته، اللذين يحفظ أحدهما القرآن الكريم كاملاً، أكّدا له ما ذهب إليه في حديثه ل "سبق" عن تفاصيل الحادثة، مشدّداً على مناشدته إمارة منطقة مكة المكرّمة تشكيل لجنة للتحقيق. واختتم بتأكيد أن والد الفتاة رجل كبير في السن، ومصاب بالشلل، كما أنه يعاني جلطة دماغية، فيما يقعد مرض السكري والدتها، راجياً أن تجد ابنة شقيقته مَن ينتشلها بعد تأكيد براءتها. من جهة أخرى قال شقيق الفتاة ل "سبق": إن رجل الهيئة لم يُغم عليه وكان تصريح رجل الهلال الأحمر بأن الجرح سطحي ولكن مرافقه أصرّ على نقله إلى المستشفى للتقرير الطبي, مضيفاً أن الواقعة حدثت أمام منزل الفتاة وعلى مسمع ومرأى من والدها المشلول الذي شاهد الواقعة من خلال النافذة المطلة على الشارع نفسه. وحول استغاثة فتاة أخرى قال: "بالنسبة للقول إن الفتاة التي كانت مع صاحب سيارة اللكزس هي من استغاثت وإن كريمتنا حضرت مع رجلين أمسكا رجل الحسبة وهي ضربته, والله إن هذا كله ظلمٌ وكذب وافتراءٌ وبهتانٌ وما حدث أن كريمتنا كانت مرسلة من قِبل والدتي لمحل خياطة في الحارة نفسها لإحضار وتعديل فساتين وكانت في رفقة أخيها المعاق وطفلين عمرهما 12 و14 سنة وهما ابنا أختها ومشوارهم على الأقدام لأن محل الخياطة في الحارة نفسها" . وأضاف: "توقف جوارهم صاحب سيارة لكزس يعرض خدمات التاكسي عليهم فرفضت ذلك، وفي الوقت نفسه وصل رجال الهيئة وأغلقوا الطريق أمام السيارة وهم أربعة 3 رجال حسبة ورجل أمن ونزل إليهم واتهمهم بأنهم يتحدثون إلى صاحب السيارة وأراد أن يجبرهم على أن تركب معهم جمس الهيئة وعندما رفضت وأوضحت له أن ذلك هو بيتها وهذا أخوها ولكن دون جدوى، وحدث تطاول وشد وضرب للمعاق وقذف أحد الأطفال بحجر محاولاً منع رجال الهيئة من شد أختهم ووالدها يسمع ويرى من النافذة وهو مشلول لا يستطيع الحركة فأصبح يصرخ ويستنجد". وتابع شقيقها حديثه ل "سبق" : "ما كان من أختنا إلا أن سدّدت ضربة بالحجر على رأس رجل الهيئة فثار عليها وأوسعها ضرباً وهذا مثبّت في التقرير الطبي لها بوجود كدمات على الصدر والظهر وجرح في المعصم والتقرير هذا صادر من مستشفى الملك عبد العزيز وأنها تحتاج إلى راحة خمسة أيام وحضر أخي الأكبر البالغ من العمر 48 عاماً والمقيم في البيت نفسه وشاهد رجلاً يضرب أخته فماذا عساه يفعل؟ وأضاف: كل ما حدث في السابق لم يشترك فيه أحد من رجال الهيئة الموجودين في الجمس ولا رجل الأمن سوى رجل هيئة واحد وعندما وصل الأخ الأكبر وفصل في الأمر وخلّص أخته تدخل الباقون وأبعدوا رفيقهم وطلبوا الدوريات الأمنية والهلال الأحمر". وحول القبض على فتاة ورجلين وسائق لكزس قال شقيقها: "ما حصل أن أخي الأكبر أخذ أختي وتوجّه بسيارته في رفقة الدورية والسائق في جمس الهيئة، تم التحفظ عليه، وقام رجال الهيئة بالادعاء بأن أخي الأكبر هدّدهم وتعدّى بضرب زميلهم". من جانبها، حاولت "سبق" التواصل مع مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ للوقوف على التفاصيل التي أوردها خال الفتاة، والتثبت من حقائق الأحداث المصاحبة لها، إلا أن أحدهم قدّم اعتذاره عن عدم الإدلاء بأي تصريحٍ. ويأتي ذلك في وقتٍ أكّد فيه مصدر ل "سبق" أن ضابط خفر قِسم شرطة أجياد، لا يزال يواصل التحقيق في القضية داخل القِسم، ولم يتمكّن المصدر من الإفصاح عن معلوماتٍ أخرى بشأن القضية، غير أنه لفت إلى مغادرة عضو الهيئة مستشفى الملك عبد العزيز بحي الزاهر بعدما تم تقديم العلاج له وإعطاؤه تقريراً طبياً، يشير إلى أن مدة علاجه لا تتجاوز خمسة أيام. وشدّد المصدر على أنه سيتم عرض أوراق القضية كافة وأطرافها على دائرة الأخلاق بهيئة التحقيق والادعاء العام صباح هذا اليوم.