كشف أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، أن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجَّه بأن تُملَّك المنازل التي تقع في المناطق العشوائية داخل المدن لأصحابها، ممن ليس لديهم صكوك شرعية. وقال في حوار مفتوح، عقب لقائه أهالي مكةالمكرمة مساء أمس الأحد بجدة، إن هذا التوجيه جاء بناء على ما رفعته اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة العشوائيات. وأوضح أن إزالة العشوائيات ليست بهدم منازل فحسب، بل هي مواجهة حالات إنسانية. وقال: "إننا نتعامل مع مئات الألوف من البشر، معظمهم من غير السعوديين، بل معظمهم غير مقيمين إقامات نظامية، لكن الدولة ملتزمة بتصحيح أوضاعهم وتأهيلهم، وإيجاد عمل لهم بعد تدريبهم، وكذلك نقلهم إلى أماكن جيدة". مشيراً إلى أنه بدأ بالمسح ودراسة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، معتبراً أن الوضع إنساني وليس إنشائياً. وأكد أمير منطقة مكةالمكرمة أن جميع مشاريع مكة ستكون تحت الرقابة، وتمنى أن يكون سموه أيضاً تحت الرقابة. وكان الأمير خالد الفيصل قد رعى مساء أمس اللقاء التعريفي لمشاريع مكةالمكرمة في مقر شركة الشامية شمال غرب جدة، بحضور وكيل الإمارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري وأمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار والدكتور سامي برهمين أمين هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة وعدد من مديري الإدارات الحكومية وأهالي مكة والمثقفين والإعلاميين. وقد شمل اللقاء التعريفي عرضاً لمشروع الملك عبدالله لإعمار مكة والمشاعر المقدسة، والمخطط التطويري الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، والنقل العام في مكة والمشاعر المقدسة، والإسكان والمناطق العشوائية، والطرق الدائرية. وشمل عرض مشروع المناطق العشوائية الوقوف على الوضع الحالي، وتحديد المناطق العشوائية ذات الأولوية، فضلاً عن أهم الأحياء التي سيجري تنفيذ المشاريع فيها، وهي: جبل الشراشف، منطقة قوز النكاسة، مشروع درب المشاعر وجبل خندمة. ويُعَدّ مشروع تطوير الأحياء العشوائية تطبيقاً عملياً لاستراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة، القائمة على ركيزتَيْن، هما تنمية المكان وبناء الإنسان. كما يهدف التطوير العمراني للمناطق العشوائية إلى التطوير العمراني للمناطق التي ينتشر فيها العمران العشوائي، والتطوير الوظيفي للخدمات والمرافق الأساسية، والعدالة في توزيع وتطوير الخدمات لكل المجتمع، واستخدام التصاميم والتقنيات وأساليب التنفيذ المعمارية الملائمة، وتشجيع مشاريع التنمية متعددة الاستعمال والمتكاملة الخدمات والمرافق العامة. وشمل العرض مشاريع الإسكان الميسَّر "واحة مكة - أم الجود"، وتطوير الضواحي السكنية في بوابة مكة. ويُعتبر مشروع الإسكان الميسر في أم الجود أو "واحة مكة" أول مشاريع شركة البلد الأمين التابعة لأمانة العاصمة المقدسة، بالتحالف من شركات القطاع الخاص، الهادفة إلى تحسين نوعية الحياة بمنطقة مكةالمكرمة، من خلال إقامة تجمعات عمرانية حضارية، تسهم في رفع مستوى الصحة والتعليم، وعلاج أزمة البطالة والجريمة. ويبعد مشروع "واحة مكة" عن الحرم مسافة 14 كيلومتراً، وتبلغ مساحته نحو 670 ألف متر، خصصت لبناء 2300 وحدة سكنية على مرحلتَيْن، إضافة إلى عدد من المباني التجارية والمرافق العامة. وتم الشروع فعلياً في تشييد وبناء المرحلة الأولى من المشروع، المكوَّنة من 23 عمارة سكنية، ما بين 3 أدوار و6 أدوار، مقسمة على منطقتين جغرافيتَيْن، يبلغ مجموع وحداتها 500 وحدة سكنية من الحجم الكبير والمتوسط والصغير. ومن المقرر تسليم الدفعة الأولى من الوحدات السكنية في الربع الأول من العام المقبل. أما مشروع "بوابة مكة" فهو واحد من المشاريع الأساسية والمهمة، التي تتسق مع الاستراتيجية التنموية لمنطقة مكةالمكرمة، ويهدف إلى تحفيز وسريع التنمية في القطاع الغربي من مكة، عن طريق المشاركة بين القطاعين العام والخاص، اللذين سيعملان على تطوير وتنفيذ المشاريع التنموية بموجب مخطط هيكلي، يقدِّم حلولاً مرورية مدروسة وتنمية عمرانية متكاملة، تشتمل على مناطق سكنية وحدائق ومساجد ومراكز خدمات تعليمية وصحية وترفيهية. ويغطي المخطط الهيكلي للمشروع مساحة 85 مليون متر مربع، تمتلك منها الشركة الأم "شركة البلد الأمين" مساحة 60 مليون متر مربع، تبدأ من على بُعد 31 كيلومتراً من الحرم الشريف، وتمتد من طريق مكة - جدة القديم شمالاً إلى طريق الليث جنوباً، ويحدها من الغرب طريق الدائري الخامس "طريق الشميسي"، ويخترقها من الغرب إلى الشرق طريق جدة - مكة السريع ومسار قطار الحرمين. ومن مزايا هذا الموقع وجود قرابة 80 في المائة من مساحة الموقع في منطقة الحرم و20 في المائة في منطقة الحل؛ الأمر الذي يضيف مرونة كبيرة في توزيع الخدمات التي تحتاج إليها المدينة المقدسة بين هاتين المساحتين. ويحتوي مخطط البوابة على عدد من المشاريع الحكومية الجاذبة، مثل الجامعة، المراكز الطبية، المنتزه الوطني ومجمع ترفيهي تعليمي متكامل، إضافة إلى عدد من المنشآت الثقافية والمراكز التراثية والمتاحف.