سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير خالد الفيصل: مشاريع العاصمة المقدسة ليست ارتجالية .. بل نتيجة دراسات وعمل مؤسسي خلال رعايته اللقاء التعريفي لمشاريع مكة المكرمة بحضور الأهالي وجمع من المثقفين والإعلاميين
رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أمس الأول اللقاء التعريفي لمشاريع مكةالمكرمة في مقر شركة الشامية بجدة، بحضور وكيل الإمارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري وأمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، وأمين هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي برهمين، وعدد من مديري الإدارات الحكومية، وأهالي مكة والمثقفين والإعلاميين. وقدم خلال اللقاء التعريفي عرض لمشروع الملك عبدالله لإعمار مكة والمشاعر المقدسة والمخطط التطويري الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، والنقل العام في مكة والمشاعر المقدسة، والإسكان والمناطق العشوائية، والطرق الدائرية. ثم ألقى أمير منطقة مكة في اللقاء كلمة رحب فيها بالجميع وقال «في هذا اللقاء في هذا المعرض الذي يحتوي على مشاريع مكةالمكرمة ومشاريع العاصمة المقدسة هذه المشاريع التي وفق الله سبحانه وتعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بأن يكون من الهداة المهديين ومن الصالحين من الأئمة والملوك والمبادرين لكل فعل يستحق التسجيل تاريخيا وإنسانيا وتنمويا هذا الرجل الذي قال للعالم أجمع "ما عندنا شي يغلى على مكة" وهو الرجل الذي إذا قال صدق وفعل وإذا فعل أنجز، فشكراً للملك الذي وهب نفسه للإسلام والمسلمين والارتقاء بمستوى التنمية في المملكة لتكون في مستوى تطلعات المواطن وآماله وطموحاته». وأضاف سموه «إن هذه المشاريع تحظي باهتمام نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي منذ أن كان أميرا للرياض وهو يهتم بكل مشاريع وإنجازات مدينة مكة وهو دائم السؤال والاتصال بي، ليسأل عما يهم المواطن وشؤونه». واستطرد سموه قائلا «ولا يفوتني هنا أن أذكر محاسن الرجال الذين تشرفت بالعمل تحت إدارتهم وهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي من خصاله ومن حسن إدارته أسهم في تذليل جميع العقبات في جميع نواحي التنمية في المملكة ومكة خصوصا، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله منذ أن كان وزيرا للداخلية ثم وليا للعهد حيث وضع في أولوياته مكةالمكرمة ومشاريعها رحم الله من رحل من الرجال وبارك الله فيمن يقود حاليا ويستمر العطاء والدراسات والتخطيط والإنجازات». وخاطب سمو أمير منطقة مكة الحضور قائلا «إن ما سترونه اليوم من مشاريع ليست مشاريع في الأحلام وليست طموحات بل أفعال على أرض الواقع، ولا أود تذكيركم ما كنتم تقولونه قبل أربعة أعوام، بل أؤكد لكم أن هذه الأعمال ليست ارتجالية كما يحلو للبعض أن يكتب عنها قبل أن يراها وليست قرارات منفردة من شخص أو مجموعة أشخاص بل هي نتيجة دراسات نفذها مختصون وشركات ومكاتب استشارية محلية وعالمية». وقال سموه «أيها الإخوة عندما أدعوكم اليوم لمشاهدة مشاريع مكة لا أتلمس ثناء أو إشادة فهذا الثناء والإشادة يجب أن توزع على مئات من الرجال والنساء الذين شاركوا في التخطيط والإنجاز ويساهمون حاليا بالإشراف والمتابعة والتنفيذ فلهم مني جزيل الشكر، كما أوجه الشكر لجميع الشركات والمكاتب الاستشارية المحلية والعالمية التي أسهمت في التخطيط والإنجاز والإشراف والمتابعة والتنفيذ، خصوصا لقياداتها المشرفة الذين قادوا هذه الأعمال وشرفوني بزمالتهم». واختتم سموه كلمته قائلا «أيها الإخوة لا نستغني عن الملاحظات والتوجيهات والمشاركات بالرأي والقول والعمل فنحن منكم وأنتم منا، غايتنا واحدة وهدفنا واحد وطريقنا واحد وبلادنا واحده، نحن مصممون أن نرتقي بمستوى العمل والفعل في هذه المنطقة إلى أن يصل إلى المكانة التي يستحقها المواطن السعودي». وشمل اللقاء عرض مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة والمشاعر المقدسة، وهو المشروع الذي ينطلق من نظرة تنموية شاملة تشمل تطوير شبكات الطرق واستكمال الناقص منها، ومن ذلك الطرق الدائرية الأول والثاني والثالث والرابع، فضلاً عن إنشاء مجموعة من شبكات الطرق الشعاعية التي تربط أحياء مكةالمكرمة مع القادمين من خارجها من مختلف الجهات، وتتجه مباشرة للحرم المكي الشريف من الجهات الأربع للحرم. كما يهتم المشروع بمشكلة ازدحام المرور في مكة من خلال إنشاء منظومة شبكات الطرق مع منظومة من وسائل النقل تشمل القطارات والمونريل والباصات ومختلف وسائل النقل الأخرى من خلال إنشاء عدد من محطات القطارات ومتطلباتها، بما في ذلك مواقف للسيارات ومصليات وأسواق وفنادق وشقق مفروشة وغيرها، وصولاً إلى تحقيق التكامل بين تطوير مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بحيث تتم الحركة من الحرم إلى المشاعر بيسر وسهولة دون أن يكون هناك تأثير سلبي كبير أو مباشر على سكان المدينة وتحركاتهم اليومية. كما اشتمل اللقاء على المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الذي نفذته هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة واحتوى على رؤية تنموية شاملة لمدة 30 عاماً، وأن المخطط يكفل إعداد خطط تنموية تراعي شمولية جميع مجالات التنمية والتطوير، من خلال تقييم الأوضاع الحالية وتقديم مقترحات البرامج لمعاجلة المشكلات وسد جوانب النقص، فضلاً عن تقدير الميزانيات المقترحة للمشاريع المستقبلية. وحدد المخطط 21 مخرجاً، من أبرزها: توقعات أعداد السكان والزوار، وتوسعة المسجد الحرام والمناطق المحيطة، وخطة النقل العام، وخطة استعمالات الأراضي لاستيعاب النمو السكاني، وخطة الإسكان وخياراته المستقبلية، وخطة خدمات البنية التحتية، وخطة الخدمات الاجتماعية للسكان والزوار، وخطة تطوير المشاعر المقدسة، وخطة التنمية الاقتصادية. أمير مكةالمكرمة خلال رعايته اللقاء وتناول اللقاء مشروع النقل العام حيث مرّ مشروع النقل العام في مكةالمكرمة بمرحلتين، الأولى نفذتها شركة البلد الأمين المملوكة لأمانة العاصمة المقدسة لإنشاء شبكة نقل القطارات (المترو) لخدمة الحجاج والمعتمرين وأيضا لخدمة قاطني المدينة، مستعينة باستشاريين عالميين لإعداد الدراسة (شركة سيسترا الفرنسية وشركة ايكوم البريطانية). وخلصت الدراسة الفنية إلى جدوى إنشاء شبكة قطارات (مترو) تغطي كامل مدينة مكةالمكرمة وهي مكونة من أربعة خطوط مترو يصل مجموع أطوالها بعد اكتمالها إلى 182 كيلو مترا و88 محطة وهي بذلك تغطي مناطق التنمية الحالية والمستقبلية حسب المخطط الهيكلي لمكةالمكرمة وقد اشتملت الدراسة المذكورة على إعداد مخطط عام لمسارات الشبكة ومواقع محطاتها وتصميمها المبدئي. أما المرحلة الثانية من المشروع فنفذتها هيئة تطوير مكةالمكرمة تختص بالمخطط الشامل لشبكة النقل بالحافلات في مكة، حيث وقعت الهيئة بتاريخ 30/3/1433ه، عقداً مع الاستشاري العالمي (بي دبليو إنجنير الألماني) لإعداد المخطط الشامل للنقل بمكةالمكرمة خلال مدة زمنية قدرها عشرة أشهر. ووضعت الدراسة الملامح الرئيسية بمخطط الحافلات لتتكامل مع شبكة القطارات التي وضعت الدراسة لها شركة البلد الأمين، وهي تتكون من التالي: (أولا): شبكة حافلات النقل السريع BRT ذات مسارات دائرية بإجمالي أطوال 60 كيلو متراً وإجمالي عدد المحطات 60 محطة تتباعد كيلو متر واحد ومسافات سير حوالي 500 متر. (ثانيا): شبكة حافلات Local Bus لخدمة المسجد الحرام وتغطي المناطق التي لا تخدمها شبكة القطارات أو حافلات النقل السريع بإجمالي أطوال 65 كيلو متراً بين المسجد الحرام وأحياء مكة وهي شبكة إشعاعية في الشمال والجنوب والشرق والغرب وتتباعد المحطات حوالي 750 متراً ومسافة السير تتراوح بين 300 إلى 350 متراً. (ثالثا): شبكة حافلات التغذية Fedder Bus لمحطات القطارات طول المسارات الواحدة تتراوح بين 5 إلى 10 كيلو مترات وهي تصل بين عدد من محطات القطار من 1 3 محطات وزمن الرحلة حوالي 15 دقيقة وزمن تقاطر 10 دقائق. (رابعا): شبكة حافلات النقل الترددي تربط بين مواقف تسمى (أترك سيارتك واستقل النقل العام والمسجد الحرم) وكذلك محطات القطارات والحافلات. وفي مجال تطوير العشوائيات شمل اللقاء عرض مشروع المناطق العشوائية للوقوف على الوضع الراهن وتحديد المناطق العشوائية ذات الأولوية، فضلاً عن أهم الأحياء التي سيجري تنفيذ المشاريع فيها، وهي: جبل الشراشف، وقوز النكاسة، ومشروع درب المشاعر، وجبل خندمة. ويعد مشروع تطوير الأحياء العشوائية تطبيقاً عملياً لإستراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة، والقائمة على ركيزتين هما تنمية المكان وبناء الإنسان، كما يهدف التطوير العمراني للمناطق العشوائية إلى التطوير العمراني للمناطق التي ينتشر فيها العمران العشوائي، والتطوير الوظيفي للخدمات والمرافق الأساسية، والعدالة في توزيع وتطوير الخدمات لكل المجتمع، واستخدام التصاميم والتقنيات وأساليب التنفيذ المعمارية الملائمة، وتشجيع مشاريع التنمية متعددة الاستعمال والمتكاملة الخدمات والمرافق العامة. واشتمل اللقاء كذلك على عرض مشاريع الإسكان الميسر ومنها واحة مكة (أم الجود) وتطوير الضواحي السكنية في بوابة مكة، حيث يعد مشروع الإسكان الميسر في أم الجود - واحة مكة - أول مشاريع شركة البلد الأمين التابعة لأمانة العاصمة المقدسة بالتحالف مع شركات القطاع الخاص، الهادفة إلى تحسين نوعية الحياة بمنطقة مكةالمكرمة من خلال إقامة تجمعات عمرانية حضارية تسهم في رفع مستوى الصحة والتعليم وعلاج أزمة البطالة والجريمة. ويبعد مشروع أم الجود (واحة مكة) عن الحرم مسافة 14 كيلومترًا، وتبلغ مساحته نحو 670 ألف متر مربع خصصت لبناء 2300 وحدة سكنية على مرحلتين، إضافة إلى عدد من المباني التجارية والمرافق العامة، حيث شيدت المرحلة الأولى من المشروع ببناء 23 عمارة سكنية، ما بين 6 أدوار ، و3 أدوار، مقسمة على منطقتين جغرافيتين يبلغ مجموع وحداتها 500 وحدة سكنية من الحجم الكبير والمتوسط والصغير، ومن المقرر تسليم الدفعة الأولى من الوحدات السكنية في الربع الأول من العام المقبل. أما مشروع بوابة مكة فهو واحد من المشاريع الأساسية التي تتسق مع الإستراتيجية التنموية لمنطقة مكةالمكرمة، ويهدف إلى تحفيز وتسريع التنمية في القطاع الغربي من مكة عن طريق المشاركة بين القطاعين العام والخاص اللذين سيعملان على تطوير وتنفيذ المشاريع التنموية بموجب مخطط هيكلي يقدم حلولا مرورية مدروسة وتنمية عمرانية متكاملة تشتمل على مناطق سكنية وحدائق ومساجد ومراكز خدمات تعليمية وصحية وترفيهية. ويغطي المخطط الهيكلي للمشروع مساحة 85 مليون متر مربع، تمتلك منها الشركة الأم " شركة البلد الأمين "، مساحة 60 مليون متر مربع، تبدأ على بعد 31 كيلو متراً من الحرم الشريف وتمتد من طريق مكة - جدة القديم شمالا إلى طريق الليث جنوبا ويحدها من الغرب طريق الدائري الخامس (طريق الشميسي)، ويخترقها من الغرب إلى الشرق طريق جدةمكة السريع ومسار قطار الحرمين. ومن مزايا هذا الموقع هو وجود قرابة 80 في المائة من مساحة الموقع في منطقة الحرم و 20 في المائة في منطقة الحل، الأمر الذي يضيف مرونة كبيرة في توزيع الخدمات التي تحتاجها مكةالمكرمة بين هاتين المساحتين، ويحتوي مخطط البوابة على عدد من المشاريع الحكومية الجاذبة مثل الجامعة، والمراكز الطبية، والمنتزه الوطني، ومجمع ترفيهي تعليمي متكامل، بالإضافة إلى عدد من المنشآت الثقافية ، والمراكز التراثية والمتاحف. وفي نهاية اللقاء قام سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بجولة على المعرض الذي يشتمل على مجسمات للمشاريع التطويرية لمنطقة مكةالمكرمة.