قسمت مهارات القرن الحادي والعشرين إلى ثلاث مجموعات: الأولى تشتمل على المهارات الحياتية والمهنية، والثانية مهارات التعلم والابتكار، والثالثة مهارات الوسائط المعلوماتية والتقنية. تتوسط مجموعة مهارات التعلم والابتكار، المجموعات الثلاث المذكورة، إذ تعتبر المهارات التي تشملها هذه المجموعة الهدف الرئيس للبرامج المعدة لتنمية قدرات الطلاب على النجاح المهني والشخصي في القرن الحالي. تتكون مجموعة مهارات التعلم والابتكار من أربع مهارات هي: التفكير الإبداعي والأصالة، والتفكير الناقد، وأسلوب حل المشكلات، والتواصل والعمل الجماعي. وتتكون مجموعة المهارات الحياتية والمهنية من خمس مهارات هي: إدارة الذات، والشخصية التوافقية، والمرجعية والإنتاج، والقيادة والمسؤولية، والمهارات الاجتماعية عبر المجتمعات المتعددة. كما تتكون مجموعة مهارات الوسائط المعلوماتية والتقنية من ثلاث مهارات هي: الوعي المعلوماتي ومهارات التعامل عبر الوسائط المعلوماتية، والوعي بوسائل الإعلام ومهارات التعامل مع وسائط بث المعلومات، والتصفح الفعال. تشمل مهارة التفكير الإبداعي الأصيل، التفكير الإبداعي، والعمل المبدع مع الآخرين، والخروج بمنتج مبتكر. للشق الأول من هذه المهارة استراتيجيات كثيرة، تأتي تحت مسمى استراتيجيات التفكير الإبداعي يدرب الطلاب على استخدامها عن طريق ورش العمل، والتطبيق العملي. كما يمارس المعلم المؤهل تطبيق هذه الاستراتيجيات في الصف في جميع مجالات العلوم والمعارف التي يشملها المنهج، وكذلك من خلال الأنشطة اللاصفية. وتقسم استراتيجيات التفكير الإبداعي عادة إلى شقين: الأول بمسمى رؤية ما لا يراه الآخرون، والثاني التفكير بما لا يفكر فيه الآخرون. تتكون المجموعة الأولى من استراتيجيتين، الأولى هي: معرفة الكيفية التي نرى بها الأشياء والأفكار، والتي بدورها تتكون من عناصر إعادة صياغة المشكلة، والتعميم والتجريد، وتفكيك الأجزاء عن الكل، واستخدام الكلمات، واستخدام التساؤلات الجريئة؛ والثانية هي جعل أفكارنا مرئية، والتي تتكون بدورها من عناصر لغة الأشكال والرسومات، واستخدام اللغة، واستخدام الخرائط الذهنية. من جانب آخر، تتكون مجموعة استراتيجيات التفكير بما لا يفكر فيه الآخرون، من ستة استراتيجيات هي: التفكير بطلاقة، وتوليف منتجات غير مسبوقة، والوصل بين ما لا يمكن وصله، والنظر من الجهة الأخرى، والنظر في عوالم أخرى، والعثور على ما لا نبحث عنه. يشمل مفهوم العمل المبدع مع الآخرين، تطوير وتنفيذ أفكار جديدة، والتواصل بشأنها مع الآخرين بشكل فعال، مع الاحتفاظ بعقلية منفتحة ومستجيبة لوجهات النظر الجديدة والمتنوعة، وبالقدرة على دمج مدخلات العمل الجماعي، والتغذية الراجعة له في الأغراض المستهدفة. كما يشمل مفهوم العمل المبدع مع الآخرين القدرة على إظهار الأصالة، والقدرة على الابتكار في مجالات الأعمال المستهدفة، مع إدراك محدودات الواقع حين تطبيق الأفكار الجديدة، والنظر إلى الفشل على أنه فرصة للتعلم، مع الوعي بأن الإبداع والابتكار إجراء طويل الأمد يتكون من الكثير من الإجراءات المعادة، والتي تشمل نجاحات صغيرة متعددة، وكذلك إخفاقات كثيرة، فإذا ما استخدمت الاستراتيجيات المذكورة، في الحصول على أفكار إبداعية أصيلة، وفعل العمل الجماعي، والتواصل الإيجابي مع الجهات ذات الصلة لدمج الأفكار المنتجة، والحصول على تغذية راجعة بشأنها بغرض تطويرها وتحسين أدائها، يلي ذلك تحويل تلك الأفكار إلى منتج حقيقي، وإضافة مفيدة، في مجالات عمل تخدم الإنسانية. يلعب التفكير الإبداعي الأصيل دورا مهما في مسيرة الطالب التعليمية، وفي حياته المهنية من بعد دخوله مجال العمل. فالاستراتيجيات التي يمارسها الطالب من خلال هذا النمط من التفكير، تعتبر عنصرا أساسيا في مقدرته على التعامل مع المشكلات التي تطرح عليه في التعليم العام والجامعي، ومن بعد ذلك في مواجهة متطلبات الحياة المهنية، في قرن اختفت فيه الحواجز الجغرافية في مجال الأعمال والتجارة، وأصبح جزءا مهما من تقييم الأمم يعتمد على أعداد المخترعين وبراءات الاختراع التي يسجلونها. كما أن التحديات في مجال الحياة الخاصة التي فرضتها تعقيدات الحياة العصرية تحتم على أفراد المجتمعات المختلفة إتقان مهارات التفكير الابتكاري، وغيرها؛ ليتمكنوا -من خلال حلول ابتكارية أصيلة- مواجهة تلك التحديات والتعايش معها. يتطلب تفعيل وإتقان استراتيجيات التفكير الإبداعي الأصيل تفعيل الروح التعاونية، والتي بدورها تستلزم حرية نقاش أي موضوع دون أخذ أي مخاطرة. ويتم ذلك من خلال حرية التعبير، واحترام الأفراد لآراء بعضهم البعض. في المقابل فإن عدم الثقة، والتمويه وتغطية الأخطاء، والممانعة في مشاركة الأفكار لا تنتج أفكارا ذات قيمة. وفي الغالب ينتج تفعيل وإتقان هذا النوع من مهارات التفكير العليا بين طلاب التعليم العام مجتمعا مستقبليا قادرا على إنتاج وعاء من الأفكار المشتركة التي تساهم في التطوير والتغيير المستمرين. للموضوع بقية