الايمان بأن الوقت لم يعد يسمح بالتأخير، أو التواني في استثمار دقائقه وثوانيه أصبح مبدأ ومنهجا استلهمت خطواته العديد من القطاعات العاملة خاصة في المجال العلمي والتقني. ولعل الشباب والجيل الناهض هم الأولى برعاية الوقت والحفاظ والحرص عليه. هذا المبدأ والحراك العلمي العائد أثره على حياة الشباب قرأت تفاصيله «عكاظ» من خلال استطلاعها لما يدور في أروقة هذه القطاعات من جملة أهداف تحض على هذا المبدأ، فهذه أرامكو السعودية ووزارة التربية خرجتا بشراكة حقيقة تلبي طموحات الشباب، وأخذتا في تعزيز حالة الوعي بإنجازات العصر الذهبي للحضارة الإسلامية بغية تأسيس لمعايير علمية محفزة. أتألق.. أكتشف.. أتجول الحديث عن مركز الملك عبدالعزيز العالمي وخططه في بلورة بيئة تعليمية محفزة يتحدث عنه رئيسه المهندس فؤاد الذرمان بأن العمل يبدأ ويتنهي ويتعمق وصولا لداخل قاعات دراسية لتستهدف من بداخلها من طلاب وطالبات في برامج متنوعة منها «أتألق» العلمي و«أكتشف» و«أتجول»، حيث أشار الذرمان إلى أن برنامجا واحدا ك«أكتشف» مثلا قدم ربع مليون ساعة تعليمية، مستهدفا 2000 طالب وطالبة و1000 معلم في مدن متنوعة، قدم لهم التدريب في قالب علمي مشوق ومتميز وأدبيات وثقافات علمية تهدف إلى التحول لمجتمع المعرفة. العام 1444ه في جانب متصل وفي نفس الاتجاه تسير وزارة التربية والتعليم على خطوات واثقة في التعزيز من مجتمع المعرفة. وهي حقائق نضعها أمام الرأي العام تنبئ عن حراك علمي أقرب للإبداع والخيال الواسع أبطاله فتيان وفتيات، يحملون عقولا مبدعة مبتكرة لها هدف تصبو إليه ومن هذا مشروع الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» مسار الابتكار والبحوث، استطلعنا مغزى هذا الحدث ورصدنا وقائعه حملنا معنا بعضا من التساؤلات، كانت فحوها نريد أن نعرف ماذا يدور في خلد هؤلاء الطلاب؟ هل يعلمون تلك الرؤية التي تطمح لها بلادهم بأن تنتقل بحلول عام 1444ه إلى مجتمع المعرفة وتصبح بلادنا بيتا للحكمة وتصدر المعرفة بشتى مفاهيمها؟ أسس علمية رئيس النشاط العلمي في تعليم المنطقة الشرقية محمد بن عبدالله الشهري، حدثنا عن هذا المشروع قائلا بأن الهدف من العمل هو الوصول لمستوى إبداعي راسخ لفكرة الابتكار من حيث الجدة والأصالة يحسن به الأداء ويكون ذا قيمة ويتجاوز التقليد ليصل إلى حل المشكلة ويعالجها خاصة المستهدفة أساسا. وزاد على ذلك بالقول: «لا بد أن يتحقق مفهوم السلامة وتنقية البيئة والمحافظة على الصحة والسلامة وتبصير الطلاب بإلمامهم بالأسس العلمية والمعرفية». البيت الآمن ويضيف الشهري أن هذا المشروع ينظم معرضا إبداعيا كل عام وبه العديد من المعروضات، فالطالب فيصل عبدالله الفضيل يدرس بمدرسة الحصان المتوسطة بمدينة الدمام ابتكر البيت الآمن.. ويحدثنا عنه بنفسه ليقول: «أولا حددت المشكلة في كثرة حرائق المنازل وانتشار الحريق في البيوت بواسطة إسلاك الكهرباء، فتوصلت إلى حل وهو إطفاء الحريق الذي قد يقع في الأسلاك عن طريق تثبيت بودرة الإطفاء التي يستخدمها الدفاع المدني في إطفاء الحرائق على الإسلاك بدلا من الإطفاء الخارجي، حيث شيدت النموذج من أسلاك كهرباء وبودرة وورق البلاستيك وثبتها على نموذج منزل مصغر». وقال الطالب فيصل: «إن المواد المستخدمة هي عبارة عن ورق ينصهر ولا يحترق مثل ورق البلاستيك». فيصل كشف عن أن خطته المستقبيلة هي أن يضع حساسات عند مفاتيح الكهرباء وعند تحسسها للدخان تقوم بإسقاط البودرة تلقائيا لتمنع انتشار الحريق في المنزل ووصوله إلى الأماكن الأخرى بسرعة. الدواء بالترفيه طالب المرحلة الثانوية عبدالله علي فرحان الدوسري من ثانوية الشوكاني في مدينة الظهران يستعرض من جانبه منتجا للأطفال الصغار، يساعد الأمهات على إعطاء أبنائهم جرعات الدواء عن طريق أدوات صغيرة وجميلة. وطالب ثالث هو عبدالرحمن طارق عراقي توصل إلى عمل إبداعي استخدم فيه زيت الهيدروليك لعمل وصناعة رافعات. وعن فكرة تقييم المشروعات يعود الشهري للقول إن معايير التقييم موحدة تبدأ برصد مستوى إبداع الفكرة وجديتها وأصالتها ومدى تحقق الفائدة والتطبيقات المرجوة وتميز العرض والإيضاح العلمي من حيث الخلفية الفنية عن المنتج، وجاهزية النموذج لتحقيق الهدف ومستوى أدائه وقابليته للتسويق، وتصنيعه ودراسة جدوى حساب قيمة المواد الخام وتكلفة التصنيع ودراسة العائد الاستثماري ومهارات العرض لدى الطالب للفكرة بشكل علمي متكامل ووضوح لوحة المعرض بحيث يتم اختيار 25 عملا من المائة ليتم بعد ذلك اختيار الأعمال على مستوى المناطق للمشاركة بها على مستوى العالم. أولمبياد الإبداع رئيس النشاط العلمي في الشرقية أضاف أن كل ذلك دليل على عمق الاستراتيجية التي ينتهجها معرض الأولمبياد الوطني للأبداع العلمي «إبداع» مسار الابتكار ومن خلال تجربته في السنوات الماضية بإبراز اختراعات المبتكرين وترشيحهم إلى التصفيات النهائية التي جعلتهم يدركون أهميتها وأنهم يحظون بعناية واهتمام كبير من الجميع وذلك نتيجة التكاملية بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجال للموهوبين «موهبة» ومتابعة مستمرة من مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، والمشرف العام على معرض «إبداع» بفرعيه «الابتكارات» و«البحوث» الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المديرس والذي وجه جميع مسؤولي الإدارة إلى التعاون فيما يخدم المبتكرين لأنهم هم أساس التفوق والاختراع الذي سينعكس على الوطن بكل خير ونماء.