بدأت عمليا خطوات الانتقال إلى مجتمع المعرفة بحول العام 1444ه، وذلك من خلال معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» والذي أقيم في بيت الطالب بتعليم المنطقة الشرقية، «عكاظ» رصدت وقائع الحدث والتقت بالمبدعين من المخترعين ووقفت على أولى تلك الخطوات للوصول لمجتمع المعرفة، لتصبح بلادنا بيتا للحكمة مصدرا للمعرفة في شتى مفاهيمها. رئيس النشاط العلمي بتعليم المنطقة الشرقية محمد بن عبدالله الشهري أوضح أن عدد المشاركين في المعرض وصل إلى قرابة ال 100 مشارك، مشيرا إلى أن هدف وفكرة المشروع العلمي، الوصول لمستوى إبداعي راسخ لفكرة الابتكار، من حيث الجدة والأصالة، لنحسن به الأداء، ويكون ذا قيمة، ويتجاوز التقليد ليصل إلى حل المشكلة ويعالجها، خاصة المستهدفة أساسا، وأضاف: لا بد أن يحقق مفهوم السلامة، وتنقية البيئة والحفاظ على الصحة والسلامة، إلى جانب تبصير الطلاب بالأسس العلمية والمعرفية. وأشار الطالب فيصل عبدالله الفضيل، الذي يدرس بمدرسة الحصان المتوسطة بمدينة الدمام، إلى أن مبتكره والذي حمل عنوان «البيت الآمن» حدد من خلاله فكرة مشروعه لمعالجة كثرة حرائق المنازل وانتشار الحريق في المنزل بواسطة أسلاك الكهرباء، مبينا: توصلت إلى حل وهو إطفاء الحريق الذي قد يقع في الأسلاك، وذلك عن طريق تثبيت بودرة الإطفاء التي يستخدمها الدفاع المدني، في إطفاء الحرائق على الأسلاك، بدلا من الإطفاء الخارجي. مشيرا إلى أنه عمل على بناء النموذج من أسلاك كهرباء وبودرة وورق البلاستيك، وثبتها على نموذج منزل مصغر، موضحا أن المواد التي استخدمها في مشروعه عبارة عن ورق ينصهر ولا يحترق مثل ورق البلاستيك. وكشف الطالب الفضيل عن أن خطته المستقبيلة تتمثل في ان يضع حساسات عند مفاتيح الكهرباء، بمجرد أن تتحسس الدخان تسقط أتوماتكيا البودرة لتمنع انتشار الحريق في المنزل، ووصوله إلى الأماكن الأخرى بسرعة. واستعرض الطالب عبدالله علي فرحان الدوسري، من ثانوية الشوكاني بمدينة الظهران، منتجا للاطفال الصغار، يساعد الأمهات على إعطاء أبنائهم جرعات الدواء عن طريق لهايات صغيرة وجميلة، فيما توصل الطالب عبدالرحمن طارق عراقي إلى اختراع استخدم فيه زيت الهدروليك لعمل رافعات. وحول تقييم المشروعات أوضح رئيس قسم العلوم بتعليم المنطقة الشرقية سعيد بن عبدالله القحطاني أن معايير التقييم موحدة تبدأ برصد مستوى إبداع الفكرة وجديتها وأصالتها، ومدى تحقق الفائدة والتطبيقات المرجوة منها، إلى جانب تميز العرض والإيضاح العلمي، من حيث الخلفية الفنية عن المنتج، وجاهزية النموذج لتحقيق الهدف، ومستوى أدائه، وقابليته للتسويق، وتصنيعه ودراسة جدوى حساب قيمة المواد الخام، وتكلفة التصنيع، ودراسة العائد الاستثماري، ومهارات العرض لدى الطالب للفكرة بشكل علمي متكامل، ووضوح لوحة المعرض، بحيث يتم اختيار 25 عملا من 100، ومن ثم تراجع كل المشروعات ليختار منها العلماء الأعمال على مستوى المناطق، للمشاركة بها في المنافسات العالمية. وأوضح مدير إدارة النشاط الطلابي بتعليم الشرقية والداعم الإداري للمعرض خالد العسكر أن الجميع سعد بمشاهدة المشروعات المختلفة، مشيرا إلى أن ذلك كان واضحا من خلال الإقبال الكبير على المعرض. وأضاف أنه دلالة على عمق الاستراتيجية التي ينتهجها معرض الأولمبياد الوطني «إبداع» من خلال تجربته في السنوات الماضية، وذلك بإبراز اختراعات المبتكرين، وترشيحهم إلى التصفيات النهائية، والتي جعلتهم يدركون أهميتها، وقال العسكر إن ذلك نتيجة تكاملية بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين «موهبة».