«الاستهداف واضح.. والمهم أن نحصن أنفسنا».. كلمات واضحة وشفافة أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن نايف من تركيا.. نعم نحن مستهدفون من أعداء الإسلام.. الواهمين أن بإمكانهم أن يطفئوا نور الله بأفواههم.. أعداء النجاح الذين يريدون لنا أن نستمر في اعتمادنا عليهم في التنمية والتقنية.. وفي التطوير والتسليح.. بل وحتى في الغذاء والدواء.. وهؤلاء لا يعجبهم أن تطلق المملكة رؤية تستطلع آفاق المستقبل لمرحلة ما بعد النفط وتعد العدة لها.. وبالتالي يبذلون كل جهدهم وبشتى الطرق في سبيل تعطيل هذا المشروع الحضاري والتنموي الكبير وإن تظاهروا بدعمه.. ومن ذلك قانون «جاستا» المتداول حاليا في أروقة مؤسسات الدولة الأمريكية. والذي هو في واقعه محاولة لإشغالنا عن هدفنا ومشروعنا التنموي الكبير، وإن ارتدى عباءة العدالة ومكافحة الإرهاب.. ولم يكتف ولي العهد بالتحذير من هذا الاستهداف، بل شخص الداء ووصف الدواء بقوله (المهم أن نحصن أنفسنا).. نعم المهم أن نحصن أنفسنا ضد هذا الاستهداف من خلال معرفة أعدائنا أولا، ومن ثم أن نتحد سويا في مواجهتهم، وهو يقول في ذلك (المهم أن يكون التنسيق بيننا قويا أن نعمل سويا)، فهذا هو السبيل الأكثر نجاعة في مواجهة الأعداء وأدواتهم في المنطقة المؤتمرين بأمرهم والمنفذين لسياساتهم وإن تدثروا أيضا بعباءة الإسلام وليسوا عمامته. وفي ذات الاتجاه يصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة ولي العهد بقوله: «إن زيارتكم لبلادنا في وقت تمر فيه بفترة حرجة تعتبر رسالة قوية لمدى وقوفكم وتضامنكم معنا»، معربا عن شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لوقوفها إلى جانب الحكومة التركية خلال فترة الانقلاب. ورد عليه الأمير محمد بن نايف عقب تقلده وسام الجمهورية التركية قائلا: «تشرفت بتلقي توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بقيامي بهذه الزيارة لبلدكم الشقيق ونقل تحياته لفخامتكم وللشعب التركي الشقيق، وأن أنقل لكم تأكيده على حرص المملكة على تعزيز الشراكة الإستراتيجية لبلدينا الشقيقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية». وأكد ولي العهد وقوف المملكة إلى جانب تركيا الشقيقة وحرصها على أمنها واستقرارها. وعقد الأمير محمد بن نايف خلال زيارته إلى تركيا اجتماعات مهمة مع الرئيس أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير الداخلية سليمان سويلو، تم خلالها بحث سبل تعزيز الشراكة بين البلدين الشقيقين، والتعاون الأمني والعسكري خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب وتنظيماته، والحد من التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، إضافة إلى الأزمة السورية والوضع في اليمن، وأبدى الطرفان ارتياحا كبيرا لتطابق وجهات النظر حيال الموضوعات التي تم تناولها كافة.