رفع مجلس الشورى في مستهل جلسته أمس (الإثنين) برئاسة رئيس المجلس الدكتور عبدالله آل الشيخ التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة النجاح المميز الذي تحقق لموسم الحج. وأكد المجلس أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله عز وجل، ثم كريم الرعاية والعناية، والتوجيهات المباركة والإشراف المباشر من لدن خادم الحرمين الشريفين، والمتابعة المتواصلة لتحركات الحجيج وتنقلاتهم من قبل ولي العهد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، وتضافر جهود أبناء الوطن المخلصين في مختلف الجهات الأمنية والعسكرية والخدمية. وأشاد المجلس بالجهود المباركة التي تبذلها حكومة المملكة التي شرفها الله وخصها بخدمة الحرمين الشريفين لتوفير أسباب الراحة والأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام، ليؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة وراحة واطمئنان، لافتاً إلى أن رجال الأمن والقوات المسلحة المخلصين بذلوا جهوداً كبيرة في خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وحفظ أمنهم، وتيسير تحركاتهم وتنقلاتهم بين المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، مضيفاً أن أولئك الأبطال الأوفياء رسموا أجمل صورة لأبناء هذا الوطن، فكانوا أهلاً لهذا الشرف الرباني، وحملوا المسؤولية وبذلوا وقتهم وراحتهم لخدمة الحجاج ومساعدتهم لأداء مناسكهم في أجواء يخيم عليها الأمن والأمان. وأكد المجلس أن التعليمات والضوابط التي وضعتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتنظيم الحج، تأتي ضمن جهودها المتواصلة والمتطورة لحفظ أمن ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، والعناية بهم ورعايتهم، كما هو ديدن الدولة منذ أن وحد أركانها الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وأشار المجلس إلى أن الالتزام بتلك التعليمات والضوابط من قبل جميع بعثات الحج، والحرص على تطبيقها بكل دقة وإتقان من قبل منسوبي الجهات المختصة، أدى إلى هذه النتائج المشرفة للمملكة حكومة وشعباً في قيادة أفواج حجاج بيت الله الحرام، وفي تنفيذ موسم حج ناجح بكل المقاييس، وبشهادة جميع المراقبين المنصفين في الداخل والخارج. وعبر مجلس الشورى عن أسفه الشديد واستهجانه لأصوات النشاز التي تجاهلت كل الإنجازات الضخمة في الحرمين الشريفين والنجاحات المتتالية لهذا الموسم والمواسم السابقة، وكل ما قدمته الدولة لضيوف الرحمن من خدمات جليلة، لأداء هذا الركن العظيم، حيث انصرفت هذه الأصوات الغوغائية جاهدة للعمل على تحويل موسم الحج إلى موسم للشعارات والمزايدات السياسية التي تخدش قدسية هذه الشعيرة العظيمة وتقوض أمن الحجيج وسلامتهم. ونوه المجلس بمضامين الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين التي ألقاها في حفلة الاستقبال السنوية لقادة الدول الإسلامية ورؤساء بعثات الحج التي أكد فيها رفض المملكة أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة إلى رفع شعارات سياسية أو إثارة خلافات مذهبية، وتشديده على أن التوجه نحو الغلو والتطرف توجه مذموم شرعاً وعقلاً، ولا سبيل إلى الخلاص من هذا البلاء إلا باستئصاله دون هوادة، وبوحدة المسلمين والعالم للقضاء عليه واجتثاثه من جذوره. وعد مجلس الشورى هذه الكلمة الضافية وثيقة مهمة ومنهج عمل لوحدة الأمة الإسلامية وجمعا لكلمتها، وتعزيزا لصفوفها لمواجهة ما يحيط بها من أخطار.