يجدد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز اليوم حضور السعودية في أكبر محافل المجتمع الدولي، بمغادرته المملكة إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي كلمة المملكة أمام الجمعية العامة. وسيكون وجود ولي العهد بنيويورك فرصة للقاءات رفيعة المستوى، على هامش أشغال الجمعية العامة. وستشمل كلمته طرح الرؤى السعودية حيال أحداث العالم والمنطقة، خصوصاً التدخلات الإيرانية، ومساعي طهران لإشاعة الطائفية والمذهبية. كما يتوقع أن يسلط ولي العهد الضوء على جهود المملكة في مكافحة الإرهاب، وكذلك مناداة الرياض بحل عادل ومنصف للقضية الفلسطينية، ومنح الشعب الفلسطيني حقه بإقامة دولته. ويؤكد مراقبون على ضرورة تدخل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي لإيقاف ملالي قم عند حدودهم ومنع تمدد الاٍرهاب الطائفي المدعوم إيرانيا في المنطقة العربية والإسلامية، بل واستصدار قرار أممي يدين هذه التدخلات الإيرانية الفاضحة المدعومة بالأدلة والبراهين في اليمن والعراق وسورية ولبنان. ومن المؤكد أن مشاركة ولي العهد في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ستكون فرصة أخرى لإبراز الجهود السعودية في إطار مكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره ودعم الجهود الدولية لمواجهة تنظيم «داعش» من خلال المشاركة الفعالة في التحالف الدولي لمكافحة إرهاب التنظيم في العراق وسورية، فضلا عن إظهار وإبراز التوجهات السياسية السعودية حيال استرجاع الحقوق العربية وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطيني المغصوبة عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وعلى المجتمع العالمي أن يعي تماما أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام عادل وشامل في المنطقة إلا بعودة الحقوق الفلسطينية عبر تطبيق قرار ت الشرعية الدولية.. وعندما يلقي ولي العهد، كلمة المملكة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فإنه سيضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الحقيقية، وسيؤكد أن السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأزمتين اليمنية والسورية. والأممالمتحدة التي تعقد اجتماعاتها السنوية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمراجعة سياساتها وإعادة قراءة المشاهد السياسية في المنطقة والسعي لإعادة مصداقيتها عبر تنفيد ما قررته واعتمدته الدول الأعضاء من قرارات دولية لكي يحل الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم. ومن المؤكد أن اللقاءات المكثفة التي سيجريها ولي العهد سواء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لبحث العلاقات الثنائية، أو مع عدد من قادة وزعماء العالم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ستكون فرصة إضافية وأساسية لتبادل الآراء حول الأوضاع في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الملف اليمني والأزمة السورية، إضافة إلى مكافحة الإرهاب وسبل تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط والحيلولة دون اتساع دائرة أزمات المنطقة. وتجيء زيارة ولي العهد إلى نيويورك بعد الرسالة التي وجهتها السعودية إلى الأممالمتحدة وحددت فيها طبيعة التدخلات الإيرانية في اليمن وضرورة تطبيق القرار 2216 المتعلق بإحلال السلام في اليمن، وأيضاً بعد إقرار الكونغرس الأمريكي قانونا يتيح لعائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر مقاضاة السعودية وسط تنديد عربي وإسلامي ودولي بهذا القانون، وتأكيدات من البيت الأبيض باستخدام الرئيس الأمريكي للفيتو لإسقاط مشروع القانون. ومن المؤكد أن الدبلوماسية السعودية الأممية الحالية ستحقق اختراقا إيجابيا لمصلحة السلام ووأد الطائفية ولجم الإرهاب ومنع التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية والخليجية.