أهال العالم الإسلامي ومؤسساته الإسلامية التراب على «حفرة غروزني» ومؤتمرها المشبوه الذي حاول إذكاء نار الفتنة والفرقة والشتات بين العلماء، من خلال تصنيفاته المرفوضة لأهل السنة والجماعة، من أجل تحقيق أهداف سياسية لا تخدم إلا أعداء الأمة الإسلامية. فقد توالت الردود الرافضة لهذا المؤتمر الإقصائي شكلاً وموضوعاً، وجاءت في مقدمة هذه الردود ما صدر عن هيئة كبار العلماء السعودية والأزهر الشريف، ومؤتمر رابطة العالم الإسلامي، فيما صدرت بيانات وتصريحات مماثلة من العلماء والكيانات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم. فقد حذرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في ردها على البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد في الشيشان أخيراً بعنوان: «من هم أهل السنة»، من النفخ في ما يشتت الأمة ولا يجمعها، مشددة على أن مسؤولية أمانة الكلمة ووحدة الصف تقع على كل من ينتسب إلى العلم والدعوة، بخلاف أهل الأهواء الذين يريدون في الأمة اختلافاً وتنافراً وتنابذاً وتنابزاً تؤدي إلى تفرق في دينها شيعاً ومذاهب وأحزاباً، وأكدت أن ما تعيشه الأمة من نوازل ومحن يجب أن يكون سبباً لجمع الصف والبعد عن الاتهامات والإسقاطات والاستقطابات، لافتة إلى أن كل هذا يزيد في الشُّقة ولا يخدم العالم الإسلامي، بل ينزع الثقة من قيادات العلم والفكر والثقافة. كما رد الأزهر الشريف، على الانتقادات التي وُجّهت له مشددًا على أن السعودية هي «قلب» أهل السنة والجماعة. وقال وكيل الأزهر عباس شومان: «إذا صدرت أي توصيات من أي أحد تخالف ذلك؛ فالعيب عليه وليس في الأزهر»، في إشارةٍ إلى توصيات المؤتمر، مضيفًا أنه «لم يخطر في بال أزهري أن السعودية، حامية الحرمين، بعيدة عن أهل السنة والجماعة، فهذا عبث وغير موجود فى الفكر الأزهري».وأضاف شومان متعجباً «إذا لم تكن السعودية من أهل السنة والجماعة، فمَنْ مِن السنة والجماعة؟»، أما مؤتمر «الإسلامُ رسَالةُ سلامٍ واعتدال» الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في منى بعد أسابيع من مؤتمر غروزني قَصَرَ سنة الإسلام وجماعة المسلمين في أوصاف وانتماءات ومدارس معينة، فقد حذر من أي تكتل يزج بالمسلمين عن رايتهم الجامعة. وشدد على أن تاريخ الإسلام لم يسجل أي تجمع لإقصاء أي من أهل السنة، مشدداً على أن تصنيف المسلمين وإقصاءهم عن جماعتهم هو «شرارة التطرف في خطاب التكفير»، لافتاً إلى أن من جرى التقول عليهم بأنهم أقصوا المدارس، والمذاهب العلمية الإسلامية عن دائرة سنة الإسلام وجماعة المسلمين هم من حفلوا قديماً وحديثاً برواد تلك المدارس والمذاهب في مؤسساتهم الأكاديمية.