بجسده النحيل يتحرك الكشاف محمد (22 سنة) في مسارت مشعر منى وهو يرشد ضيوف الرحمن إلى مخيماتهم برفقة عدد من زملائه الكشافة العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، ويعد محمد واحدا من الذين ورثوا مهمة الكشافة من والده إلى جانب كثيرين تجري في دمائهم جينات العمل الكشفي، إذ إن هناك أبناء يرثون العمل الكشفي من آبائهم. وشهدت المشاعر المقدسة أخيرا اجتماع أجيال من أسرة واحدة، الآباء والأبناء كل يتولى المهمات المنوطة به ولا يلتقون مع بعضهم إلا عن طريق الصدفة، وأحيانا تجدهم يعملون سويا في أحد المعسكرات أو اللجان. يقول القائد الكشفي عبدالله مرعي القحطاني (51 عاما) الذي أمضى نحو 30 عاما في خدمة الحركة الكشفية، إن ابنه يشاركه هذا العام للسنة الثانية في خدمة الحجاج. من جهته، أوضح قائد معسكر عرفات محمد قائد هزازي (43 عاما) أن ثلاثة من أبنائه يعملون في خدمة ضيوف الرحمن ويتعلمون كيفية استثمار طاقاتهم وتحمل المسؤولية، فيما يرافق القائد عيسى عبدالعزيز (54 عاما) اثنين من أبنائه من جوالة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مؤكدا أن العمل الكشفى ينمي روح الشباب ويعلمهم الخصال الحميدة. يذكر أن تقنية المعلومات في معسكرات الخدمة العامة التي تقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، أسهمت في تعزيز فعالية الكثير من أعمالها بكل يسر وسهولة، بعد أن وفرت الجمعية كافة التقنيات والوسائل المتقدمة التي تسهم في تلبية الحاجات التقنية والفنية بما ينعكس على تحقيق أفضل مراحل الجودة في العمل، وبما يعكس في إطار تكاملي الجهود المبذولة من الجمعية تجاه معسكراتها وقطاعاتها المختلفة. وأوضح مسؤول الشبكات بمعسكرات الخدمة القائد الكشفي عبدالمؤمن شعيب أن الجمعية تعمل وفق خطتها الإستراتيجية على تحقيق البيئة المثالية للتحول لمجتمع المعلومات، وقد عملت الجمعية وفق خطة زمنية على بناء وتطوير قدرات العاملين بالمعسكرات ممن لهم علاقة بالعمل التقني عن طريق تنفيذ برامج تزودهم بالمعرفة التقنية والمهارات الضرورية الجديدة التي يحتاجونها لتأدية مهماتهم بشكل تقني متميز من حيث جودة الأداء وأسلوب تقديم الخدمات التقنية، وخصوصا طريقة التفاعل مع تقنية الحاسب الآلي من خلال التطوير المستمر للبرامج التدريبية على الحاسب الآلي وأساليب تقديمها، إضافة لتطوير مهارات وقدرات المدربين تقنيا ومهاريا. وقال شعيب: إن من أبرز أعمال هذا العام استخدام تطبيقات قوقل في برامج الإرشاد الإلكتروني إذ يتم من خلال البرنامج رسم المسار على الخريطة الإرشادية لإرشاد الحاج إلى مكان إقامته، فضلا عن أن جميع أعمال المعسكرات أصبحت اليوم تتم بواسطة ما يسمى بالحكومة الإلكترونية.