شدد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل أن السعودية لم ولن تسمح باستخدام الحج لأي توجهات أو شعارات سياسية، مؤكدا أنها لم تسيس الحج على مر التاريخ، ولم يكن يوماً فرصة لأي تظاهرة سياسية بل يشرفها أن تؤدي واجبها تجاه المسلمين على أكمل وجه ممكن. وقال في حديث لقناة «العربية» أمس «منذ زمن وهناك أبواق تتحدث عن تدويل الحج، إلا أن السعودية برهنت منذ تأسيسها إلى اليوم، أن لديها الإمكانيات والكفاءات القادرة على إدارة هذه المناسبة الإسلامية العظيمة، وتقدم أفضل الخدمات وأرقاها لضيوف الرحمن». وأضاف «لم يحدث عبر التاريخ أن قدمت لضيوف الرحمن خدمات مثل التي تقدم في هذه السنوات، والتي لا ترجي السعودية من ورائها منة أو تفعلها تظاهراً أمام العالم، بل ترجو الثواب من الله، ثم القيام بواجب الإنسان السعودي تجاه إخوانه المسلمين الذين يتوافدون إلى هذه البقعة المقدسة كل عام». وحول الحجاج الإيرانيين لفت الأمير خالد الفيصل إلى أن الحكومة الإيرانية تستطيع منع مواطنيها داخل إيران من الحج، إلا أنها لا تستطيع منع الإيرانيين المقيمين في الدول الأخرى من ذلك، مضيفا «هناك إيرانيون آثروا أداء الفريضة بصرف النظر عن منع بلادهم، والمملكة تستقبل كل المسلمين باختلاف مذاهبهم، وتقدم لهم أرقى الخدمات التي يمكن أن تقدمها دولة لضيوفها، وتتشرف بهذا الأمر منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما أن الدولة والشعب السعودي يقدمون أغلى ما لديهم للترحيب بالحجيج وخدمتهم». وأضاف أمير منطقة مكةالمكرمة «تتشرف المملكة بخدمة كل مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويشهر إسلامه، ولا تفرق بين أحد، وكما هي عادتها فإن الإسلام لديها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبهذا المفهوم والعقيدة والمبدأ تقدم ما لديها من خدمة لضيوف الرحمن بصرف النظر عن اختلاف المذاهب والطرائق والطوائف التي لا تهم المملكة»، وأضاف سموه «خير شاهد على ذلك وقفتهم على صعيد عرفات، واصطفافهم في الصلوات بالحرم المكي الشريف، وطريقة انتظامهم في لحظات وثوانٍ قليلة، في صفوف نظامية لا مثيل لها في العالم، بمختلف مذاهبهم ولغاتهم وجنسياتهم التي تذوب في هذه البقاع المقدسة». ولفت إلى أن الأعمال الإنسانية التي يقوم بها رجال الأمن وبقية العاملين في الحج لضيوف الحج، تأتي بدافع الأخلاق والثقافة الإسلامية التي يتحلى بها الإنسان السعودي، وتلك الأعمال خير شاهد على أن ما يقدمونه نابع من دافع إيماني وإسلامي. وعن مشاريع تطوير مكة والمشاعر أوضح الأمير خالد الفيصل أن «السعودية منذ قيامها تنفذ المشاريع في مكة والمشاعر، واليوم وبحسب الرؤية الجديدة للدولة 2030 فقد طرحنا شعاراً جديدا تحت عنوان «استثمر في مكة» لمشاريع مكة والمشاعر وبهذا الأسلوب سنستكمل كل المشاريع التي تم التخطيط لها في منطقة مكةالمكرمة بشكل عام». وعن استخدام التقنية قال «نحن في بداية استخدام التقنية، ونرجو الوصول للمدينة الذكية في العاصمة المقدسة والمشاعر وقد بدأنا الاستعداد والإعداد لذلك من خلال الأساور والمسار الإلكتروني وهذه خطوة أولى نحو التحول التقني وبإذن الله ستسير الأمور بالتقنية الحديثة خلال موسم الحج». من جهة أخرى، استقبل الأمير خالد الفيصل، وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ، ومستشار أمير منطقة مكةالمكرمة الأمين العام لهيئة تطوير المنطقة الدكتور هشام الفالح، ومدير عام الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور مصطفى بلجون، فيما اطلع على تفاصيل أعداد الحجاج الذين أدوا المناسك وقدموا عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية كافة، وذلك خلال استقباله في مقر الإمارة بمنى أمس (الثلاثاء) المدير العام للجوازات اللواء سليمان اليحيى، إذ شرح له جهود الجوازات خلال موسم الحج، كما استمع أمير مكةالمكرمة لشرح عن أعمال قوة أمن المنشآت المناط بها العمل في موسم الحج، وذلك خلال لقائه أمس قائد قوة أمن المنشآت اللواء سعد الجباري، إذ تمثلت المهمات في تأمين الحراسة اللازمة لقطارات المشاعر وتنظيم وإدارة الحشود أثناء الدخول والخروج للقطارات بالتعاون مع القوات الخاصة للحج والعمرة. واستقبل الأمير خالد الفيصل، رئيس القطاع الغربي في الشركة السعودية للكهرباء المشرف العام على خطة الحج المهندس عبدالمعين بن حسن الشيخ، إذ تسلم منه تقريرا عن أعمال شركة الكهرباء خلال موسم الحج الحالي.