حبر قلم سمير عطا الله عتّقته السنين والتجارب والقراءات والأسفار، وبات الحبر اليوم ناصعا، والحرف جميلا، والعبارة أخّاذة، حتى لا تكاد تقرأ له، إلا وتتذكر الأثر النبوي: «إن من البيان لسحرا»! الزاوية التي يكتبها سمير عطا الله منذ منتصف الثمانينات وحتى اليوم تكبر معه، لكنها لا تشيخ، بل تزداد دلالا بين يديه. يضع بين جدران الزاوية خزانا من اللغة العذبة، بين سطرٍ وآخر يشعرك بأن مقالته حديقة غناء، يحب البستاني فيها كل نبتة، ويعشق كل وردة، ويجد من يمر بالحديقة ذات لغة العشق. بين المعلومة، والقصة، والفكرة، بين عنوان كتاب وذكرى طبق طعام، بين جلسةٍ مع الفنانين وأخرى مع السياسيين، بين الفيلم والكتاب، والرواية والرحلة، كلها تصب في زاوية صاحب «قافلة الحبر» الكتاب المهم لسمير عطا الله. ابن النهار، والصياد، والأسبوع، والشرق الأوسط، باتت زاويته مدرسة، ولو أن لي نصيحة لطلاب الإعلام والمقبلين على الكتابة، والمحاولين في بلاط صاحبة الجلالة، لأشرت بالمداومة على زاوية سمير ذلك أن مثيلاتها قليل في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها الصحافة العربية. تتساءل مع قراءة كل مقال، عجبا للسنين، كيف تجعل التجارب مثل عيون القطط داخل حبكة المقال، تنظر إليك وتنظر إليها بصمت، تلك هي عاصفة العمر، ومروحة الحياة، وقاطرة الزمن. أحيل إلى سلسلة «هوامش الأسفار ولطائف الأخبار» التي كتبها في «الشرق الأوسط» منذ 22 يونيو إلى 6 أغسطس، لنقرأها ولنغرف من نبع متعة اللغة الصافي.