بماذا يفكر الكتاب وكيف يعيشون في الكلمة التي يكتبونها. هذا السؤال حتماً يقفز الى ذهن القارئ عندما يستطرد في قراءة زاوية او مقال لكاتب وتتمتد زاوية الرؤية وتضيق بحسب مقدار الفهم الذي لديك فالتجارب ليس كل ما يكتب عنه الكتاب في مقالاتهم فتارة يدفعون للكتابة في موضوع ما او يجدون انفسهم امام تجربة يمرون بها فتسقط تحت مجهر التدقيق فيفسح لها المجال بالتعبير والخروج في اروقة الشمس ويتسع لها فضاء من الآفاق فترحل مع من رحلوا باتجاه ناصع البياض وتعلق بالذهن لنهار آخر ولكنها سرعان ما تمحي حبرها وينجلي عطرها بعد ان عبق المكان وزهت كلماتها بربيع من الاحرف نسجت خيوط قلعة من التفاعل بين هذا وذاك . أما ماذا يفعل الكتاب فهم ينقلون الهم من المساحة الضيقة في عقل المواطن الى مكان ارحب في ساحة المجتمع للتعاطي معها بكل جدية وشفافية فترى هذا الرأي او ذاك او تلك الشكوى او المقترح تستجدي النفاذ لساحة الرأي لتمكن من الزج بها على قارعة الممكن ، ان نقل هموم القارئ وعرضها والاحساس بها مما يتيح الفرصة للعبور بصحبة هؤلاء الكتاب الى اعلى المنارة للبوح بمكنون مايجيش في الانفس فلربما عصت الدمعة على مظلوم او وغصت الكلمة في فاه منكسر معوز. اننا بحاجة الى ان يتواصل كتابنا الاعزاء والفاضل في الصحف مع القراء لنقل همومهم بمهنية واحترافية دون اي وخزات مؤلمة وان يتيحوا في كل زاوية ركناً للتجاوب معهم وان يترجلوا من الهرم او البرج الذي لايكفي منه الاطلالة بالتلسكوب فقط بل لابد من ممارسة حق النقل المصور بالكلمة للكثير ممن لايحسن التعبير عن مالديه لمن لديه ما يمكن ان يروي عطشه ويفتح له باباً موصداً.