وجدت المرشحة الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون نفسها مجددا في قلب الجدل حول استخدامها خادما خاصا لبريدها الإلكتروني حين كانت وزيرة للخارجية. ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي أمس الأول ملاحظات التحقيق الذي معها حول القضية، ما حمل خصمها الجمهوري دونالد ترامب على شن هجوم جديد عليها. وأظهرت الصفحات ال58 التي تستعيد وقائع جلسات الاستجواب التي خضعت لها كلينتون بشأن هذه القضية، وقد حجبت منها 14 بصورة تامة لتضمنها معلومات حساسة، أن «إف بي آي» لم يجد أي دليل يثبت تعرض بريدها للاختراق، ولو أنه لم يكن من الممكن له استبعاد هذا الاحتمال كليا لعدم تمكنه من استعادة بعض الهواتف النقالة التي استخدمتها. وينقل التقرير عن كلينتون قولها للمحققين إنها «كانت تثق بأن محادثيها لن يقعوا في خطأ أن يرسلوا إليها معلومات سرية أو حساسة عبر بريدها الخاص، كما أقرت بأنها لم تكن تعلم أن الوسم «س» الذي كان يظهر على بعض الوثائق كان يعني أن هذه الوثيقة (سرية)». وذكرت الوثائق أن كلينتون تعرضت في ديسمبر 2012 لارتجاج دماغي وكانت تعاني جلطة دموية (في الدماغ)، والوعكة الصحية التي تعرضت لها ليست سرا، ولكن معلومات ال «إف بي آي» حول فقدان جزئي للذاكرة عانت منه كلينتون أمر جديد ويمكن أن يستغله معسكر ترامب الذي يركز هجومه حاليا على وضع المرشحة الصحي. وسارع فريق حملة دونالد ترامب إلى الهجوم عليها بقوله إن «هيلاري مرشحة لمنصب يبدأ كل يوم فيه بإحاطة فائقة السرية، وملاحظات ال «إف بي آي» تؤكد سوء تقديرها الرهيب وعدم نزتاهتها». ورأى جيسون ميلر أحد المتحدثين باسم ترامب أن كلينتون «عرضت أمننا القومي للخطر». وانضم رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين إلى السجال؛ فرأى أن ملاحظات ال «إف بي آي» تثبت تعاطي هيلاري المتهور والشديد الخطورة مع بيانات مصنفة سرية. وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ريتشارد بور إن «هذه الملاحظات تثبت علنا أن هذه الرسائل الإلكترونية كانت تحتوي على معلومات مصنفة سرية، وأن الذين كانوا يرسلونها كانوا على علم بذلك». في المقابل، أعربت قيادة حملة كلينتون عن ارتياحها، مؤكدة أن ملاحظات ال «إف بي آي» تؤكد صحة نتائج التحقيق. وأوصت الشرطة الفدرالية مطلع يوليو بعدم توجيه أي اتهام إلى كلينتون في القضية، غير أنها اتهمتها بالإهمال الكبير باعتمادها خادما خاصا أقيم في منزلها. ويرى قسم كبير من الرأي العام الأمريكي أن هيلاري كلينتون حظيت بمعاملة متساهلة بسبب العلاقات التي أقامتها منذ أن كان زوجها رئيسا، فيما اتهم ترامب منافسته بإجراء ترتيب غير قانوني مع القضاء. لكن رئيس «إف بي آي» نفى كل الاتهامات بالتساهل، خصوصا خلال جلسة استماع في الكونغرس استمرت خمس ساعات.