دان المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب إعلان وزيرة العدل لوريتا لينش إنهاء التحقيق في قضية استخدام المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون بريداً الكترونياً خاصاً في مراسلاتها المهنية خلال توليها منصب وزيرة الخارجية بين عامي 2009 و2013، واعتبره دليلاً اضافياً على فساد النظام السياسي في واشنطن. وقال خلال تجمع انتخابي في سينسيناتي بولاية أوهايو (شمال شرق): هذا عار. هيلاري مخادعة. هذا كل ما يجب أن تعرفوه»، مكرراً انتقاده التناقض بين ما خلص إليه التحقيق من أخطاء ارتكبتها كلينتون، وبين التوصية التي أصدرها مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) بعدم ملاحقة الوزيرة السابقة. وفي بيان منتظر صدر بعد لقائها مدير «إف بي آي» جيمس كومي والمدعين العامين والمحققين الذين أشرفوا على التحقيقات، قالت لينش: «وافقت على التوصية التي أجمعوا عليها، وهي إغلاق التحقيق المعمق الذي استمر سنة، وعدم توجيه اتهام إلى أي شخص شمله التحقيق». وكان كومي أكد أن «نتائج التحقيق لا تسمح بملاحقة جنائية، إذ لم يعثر المحققون على أي دليل في شأن سوء سلوك مقصود نفذته كلينتون أو أي من مساعديها المقربين». لكنه أشار، في انتقاد حاد، إلى أن «إف بي آي» وجد أن كلينتون وفريقها كانوا مهملين بدرجة كبيرة في تعاملهم مع معلومات سرية وحساسة جداً»، معتبراً أن هذا الأمر «يتناقض مع تأكيدات كلينتون المتكررة بأنها لم ترسل أبداً أي معلومات سرية عبر بريدها الالكتروني الخاص أو خادم (سيرفر) خاص. وأوضح كومي أنه من أصل 30 ألف رسالة الكترونية دقق فيها المكتب، احتوت 110 رسائل فقط على معلومات سرية، فيما أصرت كلينتون على ان اياً من رسائلها لم تحتوي معلومات سرية. وقال رئيس مجلس النواب بول راين إن «أعضاء المجلس يمكن أن يسألوا كومي كيف يستطيع تصنيف رسائل سرية لكلينتون من دون أن يعتبر أنها خالفت القانون، لذا سنعقد جلسة استماع». وطالب بمعاقبة كلينتون عبر منعها من الاطلاع على المعلومات السرية. على صعيد آخر، رفض ترامب انتقاد أساليب حملته الدعائية ودافع عن استخدام فريق حملته لما اعتبره البعض نجمة داود، وإشادته بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وأبدى خيبته من عرقلة محطة «سي إن إن» ترشحه، ووصفها بأنها «شبكة أنباء كلينتون». وعاد ترامب أيضاً إلى موضوع مدحه تعامل صدام حسين مع المتشددين، وقال: «رددت أنه شخص سيء، لكنه كان جيداً في شيء واحد: قتل الإرهابيين. أكره صدام حسين. لكنه برع في قتل الإرهابيين». واستبعد محللون أن تبث كلمة ترامب في أوهايو الطمأنينة في نفوس الجمهوريين الذين أرادوا أن يركز على مهاجمة كلينتون من أجل حشد الحزب خلفه في المؤتمر الحزبي بمدينة كليفلاند المقرر من 18 إلى 21 الجاري، فيما أعلنت حملته أنها تبرعات قيمتها 51 مليون دولار جمعت في حزيران (يونيو) الماضي، وهو مبلغ يقل كثيراً عن التبرعات التي جمعتها كلينتون ومقدارها 68,5 مليون دولار اعتبر أكبر مبلغ شهري تحصده على الإطلاق. في المعسكر الديموقراطي، شنت كلينتون هجوماً عنيفاً على ترامب الذي اتهمته ببناء ثروته «على تدمير أشخاص»، وشددت على ضرورة منعه من أن يفعل بالبلد ما فعله في أعماله. واختارت كلينتون أن تشن هجومها على ترامب من مدينة أتلانتيك سيتي، حيث يقع فندق «ترامب بلازا» الذي أغلق في أيلول (سبتمبر) 2014، و»ترامب مارينا» الذي بيع قبل خمس سنوات بخسارة، و»ترامب تاج محل» الذي بيع أيضاً. وقالت كلينتون: «راكم الديون عمداً، واقترض بفوائد عالية جداً، ثم عجز عن السداد فأشهر أفلاسه ليس مرة واحدة فقط أو مرتين، بل أربع مرات». وأضافت: «أقنع أناساً بأن ممتلكاته في أتلانتيك سيتي استثمار جيد جداً. وحين انهار هذا الكازينو بسبب سوء إدارته فقد مئات الأشخاص وظائفهم. تحطم المساهمون وخسر المقرضون أموالاً. تكبدت شركات صغيرة كثيرة خسائر كبيرة، وأفلس بعضها، أما دونالد ترامب فذهب ومعه ملايين». وتابعت في هجومها: «لم يستغل مستثمرين فقط، بل استغل عمالاً أيضاً»، مذكرة بأن «أكثر من 3500 دعوى قضائية» رفعت ضده في السنوات الثلاثين الأخيرة. إلى ذلك، أفادت قناة «إي بي سي نيوز» التلفزيونية بأن كلينتون قد تحصل على تأييد منافسها في الانتخابات التمهيدية بيرني ساندرز خلال لقاء عام في نيو هامبشير الأسبوع المقبل. وفي الشهر الماضي، قال ساندرز، العضو في مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، والذي يصف نفسه بأنه اشتراكي ديموقراطي، إنه سيُدلي بصوته لوزيرة الخارجية السابقة في انتخابات 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لوقف المرشح الجمهوري ترامب.