انشغل الوسط الرياضي بمختلف ميوله خلال الأيام القليلة الماضية، بتغريدة نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حملت بين سطورها تشكيكا واضحا في أمانة ونزاهة الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة الحكام، وإساءة بالغة جدا بحق أشهر وأعرق الأندية السعودية على الإطلاق، وأكثرها جماهيرية وتحقيقا للبطولات الداخلية والخارجية!. هذه التغريدة المسيئة، لم يكتبها مشجع مراهق، أو أحد من أفراد رابطة جمهور النادي المنافس، أو أحد من الكتاب أو المحللين الرياضيين المأجورين الذين اعتادوا التطبيل لناديهم المفضل والتشكيك في بطولات «الزعيم» المستحقة، بل كتبها وبكل ثقة، الدكتور عبداللطيف بخاري أستاذ الإدارة والقانون الرياضي عضو إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم. بخلاف البيان الرسمي والشجاع الذي أصدره الاتحاد السعودي والذي استنكر فيه ما ورد بهذه التغريدة، وبخلاف العقوبات الإدارية المغلظة التي تنتظره إثر الشكوى التي تقدمت بها الإدارة القانونية لنادي الهلال، فإن ما كتبه أستاذ القانون البخاري يعد (جريمة) وفق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية الذي يهدف إلى حفظ المصلحة والأخلاق والآداب العامة، وهذه الجريمة تعرض مرتكبها بناء على (المادة الثالثة) لعقوبة السجن مدة تصل لسنة وغرامة مالية تصل إلى خمسمائة ألف ريال، وقد تم التأكيد على إيقاع العقوبة بحدها الأعلى بموجب هذا النظام، متى كان الجاني يشغل وظيفة عامة وتتصل الجريمة بهذه الوظيفة. هناك جريمة أخرى لا تقل خطورة عن الجريمة التي ارتكبها هذا المغرد، وهي جريمة التبرير له ومحاولة تصوير ما كتبه على أنه لا يتعدى حرية الرأي، وهو ما يروج له هذه الأيام بعض الزملاء المحامين والمستشارين القانونيين المعروفة ميولهم لأندية الاتحاد والنصر والأهلي، وهنا أريد أن أوضح بأن الآراء التي أبدوها قد جانبها الصواب كليا، والصحيح أن الشخص يعد مرتكبا لجريمة السب أو الاعتداء بالقول إذا أسند إلى غيره واقعة معينة من الوقائع ولو في معرض الشك أو الاستفهام، بقصد النيل من شرفه أو كرامته أو تعريضه إلى بغض الناس واحتقارهم له وكان قد تم نشرها بطريق الطبع أو الكتابة أو الرسم أو التصوير أو الإيحاء أو اللفظ أو الصوت أو أية طريقة أخرى من طرق العلانية. أما الجريمة التي لا يمكن فهمها أو قبولها، فهي إصرار أستاذ القانون على سلامة موقفه، حيث حاول استدراك اتهاماته الصريحة ضد الهلال بأنه سبق وأن اشتم نفس رائحة الطبخة مع بداية الموسمين الماضيين، وحين تأزم موقفه أكثر أخذته العزة بالإثم وراح يعتذر لمن أساء فهمه!! وهو ما يعني بأنه لا يزال مصرا على أن ما كتبه صحيح وأن العيب كل العيب في قلة وعينا وفهمنا نحن القراء، وأخيرا أتمنى أن ينال أستاذ القانون هذا أقصى عقوبة نظامية ممكنة! [email protected] Twitter: @ajib2013