ذهب أكاديميون إلى أن الغرب مؤتمن على ثلاثة ملايين مخطوطة جمعوها من بلاد العرب والمسلمين منذ الحروب الصليبية. وتحفظت الأكاديمية الدكتورة منى المالكي على أوراق عمل ندوة ( المخطوطات المهاجرة) مساء أمس الأول في خيمة عكاظ الثقافية إذ ترى أن الغرب تعامل مع المخطوطات التي جمعها بحضارية. مشيرة إلى أن تركيا كانت إمبراطورية إسلامية وما اكتنزته مكتباتها من مخطوطات لا يعد مهاجرا. في حين وافقها الأكاديمي الدكتور نبيل المحيش. وعزا الفضل للغرب في حفظ المخطوطات ونقل المعلقات إلى العربية على أيد المستشرقين. موضحاً أن تعامل بعض العرب مع المخطوطات كان وحشيا بممارسة الإقصاء والحرق وتدمير المكتبات وعدم العناية بالكتب طيلة قرون. فيما أكد الباحث الدكتور محمد مباركي أن أكثر من ثلاثة ملايين مخطوطة مهاجرة إلى الغرب من خلال استيلاء الجيوش الغازية على المكتبات وحمل الكتب والمخطوطات بأكملها إلى ديارهم. مؤكدا ل «عكاظ» أن التهجير للمخطوط كان عاماً ولم يكن انتقائياً. ووصف بعض المخطوطات بأنها ذات أهمية. وعد المخطوطات تراثا خالدا تقوم عليه حضارة أمة بأكملها. وأضاف أن أكثر من 70 مكتبة في تركيا تزخر بمخطوطات عربية. نافياً أن تتضمن المحاضرة مناحة على ما فقده العرب من تراثهم، مشيراً إلى أنه طلب عنواناً من مركز الملك فيصل فتم توفيره من باريس خلال عشرة أيام ما يعد حضارية منهم. فيما أوضح الوراق الدكتور علي عمران أن ما يزيد على 60 كتابا لابن القيم لا تزال مهاجرة في مكتبات الغرب. نافياً أن يكون للعلماء العرب دور في التهجير. بل هم شغوفون بها وضنينون . إلا أن بعض ورثة ابن القيم باعوا من كتبه التي احتوت كتب الطب والفلسفة والمخالفين. وتساءل هل يقبل الدكتور نبيل المحيش أن ينقل أحد مكتبته اليوم. مؤكدا أن العرب فرطوا وقصروا. مؤملا أن نبحث في سبل العلاج. ويرى أن البعض يذهب إلى أن التهجير للمخطوطات نعمة والبعض يراه نقمة. مشيراً إلى أن مركز الملك فيصل يبذل الملايين من الريالات في سبيل استعادة المخطوطات. وتناول الباحث المحقق الدكتور محمد خير البقاعي دور القنصل الفرنسي في دمشق في نقل 500 مخطوطة وبيعها لروسيا القيصرية. مبديا تحفظه على من يرى في تهجير المخطوطات نعمة. كون الغرب سرق تراث العرب بما فيها الآثار. وقال «لن تقبل أن يأخذ الغرب ابنك ليربيه نيابة عنك». موضحا ل «عكاظ» أن للغرب تراثه وحضارته ومخطوطاته إلا أنه سطا على كنوزنا واستفاد منها. وتناول المحقق محمد شمس الحق تاريخ المخطوطات في الهند، مؤملاً أن يتم التعامل معها عربيا وتحقيقها لخدمة تراثنا العربي والإسلامي . مشيراً إلى دور علماء الهند في المحافظة على المخطوطات بحكم الانتماء للدين والولاء للعروبة. قدم المحاضرة الأكاديمي الدكتور فهد الجهني.