استضافت قاعة فندقية على ساحل البحر الأحمر أمس 320 من منسوبي صحة جدة في اختبار الترشح لوظائف مديري المراكز الصحية. وكعادة الاختبارات، التي يسبقها العصف الذهني ومراجعة آخر الدروس والسهر الطويل، والغياب المبرر وغير المبرر.. سجل نحو 130 موظفا صحيا غيابا غير مؤثر عن الاختبار، الأمر الذي دعا مساعد مدير الصحة للصحة العامة الدكتور خالد عبيد باواكد للتعليق «غياب أولئك المرشحين لم يشكل أي تأثير طالما أنهم لا يمثلون المديرين الأساسيين في المراكز أو المسؤولين القائمين فعليا على أداء مهماتها.. هؤلاء رشحوا أنفسهم لتولي مواقع قيادية في المراكز ثم تغيبوا دون ذكر أسباب». من بين من جلسوا للاختبار (مديرون)، فثارت الأسئلة أمس عن مصير الراسبين منهم. سألت «عكاظ» الدكتور باواكد فأوضح أن الأمر يتوقف على نتيجة الاختبار، ومدى إلمام المختبر بمهماته ومعرفة سر المهنة وتسلحه بمواهب القيادة والجودة.. من المؤكد أن الجالسين في الاختبار يشكلون قاعدة جاهزة لتسلم مهمات قيادة المركز حال تعثر المديرين الحاليين. المرأة سجلت حضورا لافتا في الاختبار، ولم تسجل دفاتر القاعة أية حالة غياب للنواعم، ورصدت الصحيفة 30 موظفة صحية في ذات القاعة المفصولة عن الرجال، وتولت موظفات في صحة جدة مهمات المراقبة والإشراف وتوزيع الأسئلة. أما الطبيبة السعودية غادة أمير (مشرفة على مركز صحي) التي تصادف وجودها في عطلتها السنوية خارج البلاد، فقد أدت الاختبار إلكترونيا «عن بعد» تحت إشراف لجنة أخذت في اعتبارها فارق التوقيت بين جدة وتلك المدينة البعيدة. اختبارات جدة لم تكن هي الوحيدة، إذ شهدت المدن الكبرى اختبارات مماثلة عقدتها الوزارة في وقت واحد بهدف تقييم ورفع فاعلية وكفاءة مديري المراكز الصحية وتحسين المهارات الإدارية والقيادية. ولم ترصد «عكاظ» التي تابعت سيناريو الاختبار أية خروقات من «طلاب الوظيفة»، إذ التزم الجميع بالضوابط والمحظورات الصارمة: ممنوع الهاتف، وتناول الأطعمة، والحديث مع الجار.. ولم تسجل أية حالة غش في الساعة ونصف الساعة من مدة الاختبار. وشهدت القاعة مفارقات ذات دلائل، إذ اختار 99% من المرشحات والمرشحين لقيادة المراكز الصحية نموذج الأسئلة المعد بلغتين.. الإنجليزية، وزادت اللجنة المشرفة نموذج العربية إلى اثنين منعا للغش وضمانا للحيادية والنزاهة، فالأسئلة المتباينة بين الورقتين لا تسمح بالغش. لتصحيح أوراق الإجابة اختارت الوزارة مدينة الرياض مقرا لها، بإشراف مباشر من لجان متخصصة يرأسها وكيل الوزارة المساعد للرعاية الصحية الدكتور هشام إبراهيم الخشان.. ويعود الدكتور باواكد للتوضيح أن إدارة الاختبار وضعت ثلاثة أسئلة إجبارية باللغة الإنجليزية في النموذج العربي بهدف قياس قدرات «مديري المستقبل» في اللغة الأجنبية ومدى إلمامهم بالمصطلحات، وغطت جميع الأسئلة أربعة محاور أساسية هي الإدارة، ومفهوم الرعاية الصحية الأولية، والقيادة، وجودة الخدمات الصحية. خلاصة الاختبار -كما يقول مساعد مدير صحة جدة- إن العدد الكبير للمرشحين لإدارة المراكز الصحية يجسد الإحساس بالمسؤولية، إذ أصبحت إدارتها أمرا ليس سهلا في الوقت الحالي، «الشخص الذي يدير المركز الصحي يجب أن يتسلح بإمكانات ومواصفات خاصة ومهارات في القيادة.. كما أن الاختبار الحالي يوفر لنا قاعدة بيانات وفكرة واسعة عن مستوى تطوير البرامج التدريبية ومدى الاحتياج لبعض البرامج المعرفية والإدارية والسلوكية والجودة».