أنحى عدد من سكان جبل آل سعيد في محافظة الداير بني مالك في جازان باللائمة على وزارة النقل في تعثر مشروع طريق جبل عثوان، حين أسندوه لمقاول غير كفء، شيده على مجرى وادي الجوة، ما يعرض العابرين للأخطار خلال هطول الأمطار وتدفق السيول. واستغرب الأهالي عدم إنجاز الطريق الذي لا يزيد طوله على ثلاثة كيلومترات، رغم البدء في تنفيذه منذ نحو ثماني سنوات، لافتين إلى أنهم يضطرون لإزالة الصخور التي تنقلها السيول إليه بجهود ذاتية وأدوات بدائية، مشددين على أهمية إعادة تصميمه وتنفيذه بعيداً عن مجري السيل، ومحاسبة المقاول المنفذ بعد أن ألحق بهم أضراراً كبيرة وتسبب في هدر المال العام. وأكد جابر السعيدي من سكان جبل آل سعيد أن غالبية مشاريع القطاع الجبلي متعثرة ولا تكتمل، وتذهب مخلفة دمارا في المنازل والمدرجات الزراعية والطرق، مطالبا بمحاسبة الشركات والمقاولين المقصرين في أداء أعمالهم. وذكر أنهم يضطرون لتمهيد الطرق بأدواتهم ومعداتهم التقليدية رغم صعوبة المهمة، لإنهاء العزلة التي تفرضها الأمطار على سكان المناطق الجبلية، وحتى يتمكنوا من نقل المرضى وإيصال الغذاء والدواء للأهالي في القرى التي تعاني وعورة في التضاريس. وقال: «حين هطلت الأمطار مخلفة وراءها سيولا جرفت الصخور والأشجار من الجبال، قطعت الطرق، واضطررنا إلى إزالتها وتمهيد طريق جبل عثوان بوسائل ذاتية بدائية»، مستغربا تقاعس وزارة النقل في محاسبة المقاولين المتعثرين في مشاريع الطرق بالمنطقة. ورأى أحمد حسين السعيدي أن الشركة المنفذة لطريق جبل عثوان آل سعيد في محافظة الداير بني مالك شرقي جازان وضعت الأهالي أمام الخطر، حين رسمت الطريق الذي يكلف ملايين الريالات في منتصف وادي الجوة، وبدأت تنفيذه بشكل عشوائي، ما جعل عبوره مغامرة محفوفة بالمخاطر! وتمنى من الجهات المختصة خصوصا هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) التدخل لحل معاناتهم المتمثلة في طريقهم الذي أطلقوا عليه في يوم ما «الطريق الحلم»، ظنا منهم أنه سينهي معاناتهم لعقود مع سيول وادي الجوة. واستدرك: «لكن سرعان ما تبددت الأحلام بعدما تم إنشاء الطريق داخل أحد الأودية، وجرفت السيول بعض أجزاء منهن ولم تحرك الجهات الرسمية بالمنطقة ساكنا تجاهه»، مشيراً إلى أن الأجزاء التي لم تنجرف أصابها التلف، وما تبقى منها لن يصمد مع أول سيل. وأوضح السعيدي أن الطريق يتحول في كل موسم أمطار إلى مجرى للسيل، وتضطر المركبات السير في وسط الوادي رغم المخاطر التي تهدد العابرين، لافتا إلى أن منسوب التربة بالوادي أصبح مرتفعا وأوشك أن يلامس مستوى الطريق، ما يجعل المركبات في مرمى السيل. وأشار إلى أن العبّارات التي لا يزيد ارتفاعها على المتر امتلأت بالصخور والأتربة وباتت لا تفي بالغرض، ملمحا إلى أن وزارة النقل لم تستمع لتحذيرات الأهالي من المخاطر المحيطة بالطريق بداية تشييده، إذ اعتُمد على تجميع التراب على جانب الوادي ثم السفلتة وتركه دون حواجز أسمنتية تمنع انجرافه. وقال: «الجهات المنفذة لم تأخذ بمبدأ السلامة، رغم إنفاقها الملايين على الطريق ليخدم السكان ويحميهم من مخاطر السيول التي ظلت تؤرقهم خلال العقود الماضية»، مشيرا إلى أن أحلامهم ذهبت أدراج الرياح بعد فشل المشروع، وعادت الأمور إلى سابق عهدها. وبين أن الأمطار تجبر الأهالي على التوقف في مدينة الداير وعدم السير في طريق عثوان خشية مداهمة السيول لهم وهم داخل الوادي، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل وإنهاء معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد آخر. وروى سليمان السعيدي تفاصيل الموقف المرعب الذي عاشه قبل أيام، حين كادت السيول تجرفه بعد أن أتت على الأسفلت، فعاد ليبقى في الداير ساعات عدة ومعه العشرات من سائقي السيارات. وذكر أنه بعد توقف السيل وجدوا أن الطريق امتلأ بالصخور، ما أجبرهم على الاستعانة بجرافة لإزالتها وفتح المكان على نفقتهم الخاصة، لافتا إلى أن السكان لم يجدوا بدا من البقاء في منازلهم ريثما تبادر الجهات المختصة بتكليف المقاول الرئيس بتنفيذ المشروع بعد انسحاب مقاول الباطن الذي أمضى في العمل نحو عام، دون أن ينجز الطريق الجبلي لمركز عثوان آل سعيد. وكشف أن المشكلة الحقيقية بدأت حين فجرت الشركة الأم جزءاً من الطريق ما تسبب في انقطاعه، واستمر أياماً على حاله لعدم وجود معدات تعمل على تحسين الأجواء المتضررة فيه. في المقابل، أقر محافظ الداير بني مالك محمد بن هادي الشمراني في حديثه ل«عكاظ» أن طريق وادي الجوة نفذ بطريقة خاطئة، بعد أن صمم وسط الوادي دون مراعاة للسيول الجارفة التي تنحدر من أعالي جبال بني مالك، مبينا أن المحافظة أوقفت المقاول عن العمل، وخاطبت إدارة الطرق بتعديله ولم تستجب لأحد. وأوضح أن المشروع أصبح متعثراً، مبينا أن هناك مخاطبات رفعت للإمارة بترسيته على مقاول جديد لإعادة تصميمه وإبعاده عن مجرى الوادي.