طالب فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في يوليو الماضي ب«تحقيق دولي» في هذا الأمر، متعهدا «التعاون الكامل»، وذلك في مقالة له نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية أمس (الجمعة). وقال غولن المقيم طوعا في المنفى في الولاياتالمتحدة منذ 1999 «أوجه نداء إلى السلطات التركية وأعدها بالتعاون الكامل. وأطالب بأن تقود لجنة دولية مستقلة التحقيقات بشأن محاولة الانقلاب». وتؤكد أنقرة أن رجل الدين هو العقل المدبر لمحاولة الانقلاب التي أدت إلى مقتل 273 شخصا وإصابة 2000، وتصر على مطالبة واشنطن بتسليمه. لكنه نفى مراراً أي علاقة له بما اعتبره «أسوأ عمل إرهابي» على الأراضي التركية. وكتب غولن في مقالته «إذا تم إثبات واحد من عشرة من الاتهامات المساقة ضدي فأتعهد بالعودة إلى تركيا وتلقي أقسى العقوبات». وتابع: «في المقابل، إذا كان عسكريون يعلنون انتماءهم إلى «جمعية غولن» تورطوا في هذه المكيدة فإنني أقولها بلا أي تردد، إنهم غدارون زعزعوا اتحاد البلاد ووحدة أراضيها، وأفراد خانوا قيمي العليا». وكتب أيضا «عارضت طوال حياتي التدخلات العسكرية»، مذكرا بعلاقاته القديمة مع شخصيات رئيسية على الساحة السياسية التركية. وأضاف: «قدمت الدعم لأردوغان وحزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان الإسلامي المحافظ الحاكم) في البدايات، عند إطلاق الإصلاحات الديموقراطية الكبرى». واعتبر اتهامات النظام بحقه «حملة استهداف متعمدة ترمي إلى تعزيز سلطة النظام». وقد أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أمس(الجمعة)، أن بلاده تلقت «إشارات إيجابية» من الولاياتالمتحدة حول طلبها استرداد الداعية فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية التي وقعت الشهر الماضي. وقال وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف «يجري العمل على إعداد وثائق (لتسليمه) وبدأنا نتلقى إشارات إيجابية من الولاياتالمتحدة». وأضاف أن أنقرة تعد وثائق جديدة لإرسالها إلى واشنطن حول غولن «بينما يعرف العالم بأسره من يقف وراء محاولة الانقلاب». وكانت أنقرة أرسلت إلى الولاياتالمتحدة وثائق تدعم طلبها تسليم غولن، لكن واشنطن تطالب أنقرة ب «أدلة» قضائية تثبت تورط الداعية الإسلامي. من جهة ثانية، قال أوغلو أن 32 دبلوماسيا معتمدين في الخارج استدعتهم تركيا بعد الانقلاب الفاشل في 15يوليو (تموز) لم يعودوا إلى البلاد. موضحا أن بعضهم لجأ إلى بلدان أخرى. وتابع أنه من أصل ثلاثة دبلوماسيين في بنغلاديش طلب منهم العودة إلى تركيا، لجأ اثنان إلى الولاياتالمتحدة وعاد الثالث إلى البلاد. وردا على سؤال عن معلومات صحفية تشير إلى أن دبلوماسيين أتراكا لجأوا إلى روسيا، قال تشاوش أوغلو «لا علم لنا بهذه المعلومات وسنتحقق منها».