أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح أن السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- تراقب السوق عن كثب، وقد تعمل مع منتجين من داخل أوبك وخارجها لاتخاذ إجراءات تساعد في استعادة توازن السوق إذا استدعت الحاجة. وأضاف في بيان أمس (الخميس) أن منتجي النفط من داخل منظمة أوبك وخارجها سيناقشون الوضع في السوق أثناء اجتماع في الجزائر الشهر القادم، بما في ذلك أي إجراء محتمل لإعادة الاستقرار إلى السوق، مشيرا إلى أن زيادة إنتاج السعودية من النفط إلى مستوى قياسي بلغ 10.67 مليون برميل يوميا في يوليو الماضي، يأتي لتلبية طلب موسمي في فصل الصيف، وأيضا تلبية طلب مرتفع من العملاء. يشار إلى أن منتدى الطاقة الدولي -الذي يجمع المنتجين والمستهلكين- سيعقد اجتماعا في الفترة من 26-28 سبتمبر القادم في العاصمة الجزائرية. في السياق ذاته، صعدت أسعار النفط أكثر من 2% أثناء تعاملات أمس (الخميس)، إثر توقعات وكالة الطاقة الدولية باستعادة أسواق الخام توازنها في الأشهر القليلة القادمة، بعد استمرار تخمة الإنتاج على مدار سنوات، فيما رجحت انخفاض مخزونات النفط في الربع الثالث من العام الحالي للمرة الأولى في أكثر من عامين. وصعدت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.05 دولار أو ما يعادل 2.38% إلى 45.10 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.40 بتوقيت غرينتش، في حين قفزت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.10 دولار أو 2.65% أي 410.81 دولار للبرميل. وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا: إن انخفاض سعر النفط أدى إلى تصدر «التخمة» عناوين الأخبار من جديد على رغم أن تقييماتنا تظهر في الأساس أنه لا تخمة معروض في النصف الثاني من العام. وكان النفط قد سجل هبوطا حادا عقب نشر بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت زيادة مخزونات الخام 1.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس من أغسطس الجاري. فيما توقع محللون انخفاض المخزونات مليون برميل، في وقت ازداد فيه إنتاج العالم من النفط الخام كثيرا عن مستوى الاستهلاك في العامين الأخيرين، ما أدى إلى زيادة المخزونات في وقت تراجع فيه الطلب على الخام بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي. وتوقعت الوكالة زيادة إنتاج المصافي العالمية بواقع 2.2 مليون برميل يوميا ليصل إلى مستوى قياسي عند 80.6 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من 2016 لكن ذلك النمو سيظل أقل من النمو المتوقع في الطلب بما سيؤدي إلى تآكل بعض مخزونات الخام التي تراكمت منذ منتصف العام الماضي. وجرى تخفيض توقعات 2017 بواقع 0.1 مليون برميل يوميا مقارنة مع البيانات الواردة في تقرير الشهر الماضي بعد تعديل توقعات الاقتصاد العالمي من جانب صندوق النقد الدولي بعد تصويت بريطانيا في يونيو لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، ودفع هبوط أسعار النفط المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة مثل الولاياتالمتحدة إلى خفض الإنفاق وتقليص عمليات الحفر بما أدى إلى انخفاض غير متوقع في إنتاج الخام من خارج أوبك بواقع 0.9 مليون برميل يوميا هذا العام. ورجحت الوكالة أن يشهد العام القادم انتعاشا لإنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك بواقع 0.3 مليون برميل يوميا بعد التعديل بالرفع 0.2 مليون برميل يوميا مقارنة مع تقرير الشهر الماضي، مشيرة إلى تدشين الإنتاج في حقل كاشاجان في قازاخستان باعتباره أحد العوامل. ونتيجة لانخفاض نمو الطلب وارتفاع الإنتاج من خارج أوبك خفضت الوكالة توقعاتها للطلب على نفط أوبك في 2017 بواقع 0.2 مليون برميل يوميا إلى 33.5 مليون برميل يوميا، ويقترب هذا المستوى مع حجم إنتاج أوبك الذي بلغ 33.39 مليون برميل يوميا في يوليو الماضي، عندما سجل إنتاج الخام من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة مستويات قياسية بما دفع حجم إنتاج أوبك الإجمالي إلى أعلى مستوى له في ثماني سنوات.