ما إن تتلبد السماء بالغيوم، حتى يضع أهالي «الجهو» في محافظة ضمد بمنطقة جازان، أيديهم على قلوبهم خشية هطول الأمطار، التي دائما ما تخلف وراءها سيولا تجرف كل ما يعترضها في القرية، فتجرف المنازل، وتشرد السكان، وتتسبب في كثير من المآسي، ولم تقتصر معاناة الجهو على افتقادهم لمشروع تصريف مياه الأمطار، فمقابرهم بلا تسوير، وباتت ساحة للكلاب والحيوانات الضالة التي تنتهك حرمة الموتى دون رادع، وحتى مشروع درء السيول الذي كان يخفف من وطأة أضرار الأمطار عليهم تهالك وأصبح في حاجة ماسة للصيانة وإعادة ترميم. وانتقد محمد موسى الجهوي افتقاد قريتهم للمشاريع الحيوية الأساسية، مشيرا إلى أنهم يعانون عند هطول الأمطار، إذ تتدفق السيول وتغرق منازلهم، مشددا على أهمية تشييد مشروع تصريف مياه الأمطار، حتى لا تتكرر الكارثة التي عاشتها القرية منذ نحو عام. وشكا الجهوي من افتقاد مقبرة القرية للتسوير ما جعلها ساحة للكلاب والحيوانات الضالة التي تنتهك حرمة الموتى، مستغربا تجاهل بلدية ضمد لتنفيذ احتياجاتهم رغم أنها مهمة وضرورية. وتذمر من تعثر مشروع مدرسة البنات وعدم إنجازه، بعد أن أعلن عنه منذ طويلة، لافتا إلى أن مشروع درء السيول تهالك وبات في أمس الحاجة للصيانة وإعادة ترميمه. وشدد حسين هندي على أهمية إعادة تسوير المقابر وإزالة الأشجار التي نمت بكثافة فيها، وتحولت إلى مرتع للثعابين والزواحف السامة، ملمحا إلى أن غالبية القرية متهالكة وبحاجة لإعادة سفلتة، بعد أن أصبحت ترابية تنثر الغبار وتتسبب للأهالي بالعديد من الأمراض التنفسية. وتساءل يحيى متعب عن المشاريع التي قدمتها بلدية ضمد لقرية الجهو، مشيرا إلى أن الأهالي لم يلمسوا أي جهد للبلدية، فالأمطار سنويا تلحق بهم الأضرار دون أن تتحرك الجهات المختصة وفي مقدمتها أمانة جازان، لتدارك الوضع وإنقاذهم. وأكد أن قريتهم تحتاج لكثير من المشاريع المهمة والضرورية، مطالبا بسفلتة الطريق الدائري وإنارته بعد أن تحول إلى ساحة للحوادث. وطالب ناصر عرار بإصلاح الوصلة التي تربط بينهم بالشقيري بعد أن تضررت من السيول التي تجرفها، مقترحا إنشاء جسر في الموقع يحمي المركبات من اجتياح السيول، متسائلا عن الأسباب التي تمنع البلدية من إنشاء حديقة للأهالي وإنشاء ملعب رياضي في الجهو أسوة بالقرى المجاورة. وناشد ناصر الضمدي بلدية ضمد بإصلاح الشوارع وردمها وسفلتتها بعد الأضرار التي أحدثتها السيول فيها، مشيرا إلى أن غالبية طرق الجهو متهالكة وبحاجة لإعادة ترميم. ووصف جابر غانم مشروع درء السيول في بلدتهم ب «المتهالك» وبحاجة لإعادة تأهيل، متمنيا سرعة تنفيذ مشروع مدرسة البنات المتعثر، خصوصا أن فتياتهم يضطررن لقطع مسافات طويلة للدراسة في القرى المجاورة. في المقابل، أوضح رئيس بلدية ضمد المهندس عبدالله الحربي أنه جرى تعميد مقاول لينفذ الصيانة والترميم للمقابر، ويرفع أسوارها، لافتا إلى أنه سبق أن نفذ سد حماية من أخطار السيول لقريتي الجهو ومحبوبة. وبين أنه يجري دراسة شبكات تصريف مياه الأمطار للجهو حسب الإمكانات المتاحة للبلدية، معلنا اعتماد مشروع سفلتة الطرق في قريتي الجهو ومحبوبة، عبارة عن حزام، بينما مشروع إنارة القريتين تحت التنفيذ.