واصلت المملكة جهودها في رفع معاناة الشعوب المتضررة من الكوارث البيئية والحروب تحت إشراف نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ونفذت برامج إنسانية عن طريق اللجان والحملات الإغاثية، في كل من فلسطين، الصومال، سورية، شرق آسيا، باكستان، أفغانستان، العراق ولبنان، بتكلفة ما يقارب أربعة مليارات ريال، موزعة على المجالات الغذائية، الإغاثية، الصحية، الاجتماعية، التعليمية والمشاريع الإسكانية. وتؤكد السعودية من خلال هذه المساعدات على توثيق عرى التكافل بين الشعوب على اختلاف أيديولوجياتها ومذاهبها وألسنتها وألوانها، وتحقيق التقارب بين الشعوب، وتوحيد مشاعرها وأهدافها داخل منظومة إنسانية منسجمة ومتآلفة. البرامج الصحية أولت اللجان والحملات الإغاثية السعودية البرامج والمشاريع الصحية اهتماما كبيرا، بهدف تقديم المساعدة للجرحى والمصابين وذوي الاحتياجات الخاصة، وإعادة تأهيلهم، وعلاج شريحة منهم في مستشفيات المملكة ومراكزها الطبية المتنقلة في عدد من هذه الدول لتقديم الرعاية للنازحين واللاجئين في المخيمات، إضافة إلى الاهتمام بشريحة الأطفال من خلال تقديم الرعاية الطبية لهم. وقدمت اللجنة الدعم للمستشفيات التابعة لوزارات الصحة في هذه الدول، وزودتها بالأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة لتوفير الأجهزة الطبية النادرة، وإعادة استحداث أقسام طبية للعمليات الدقيقة، وعلاج أمراض الكلى، وتجهيز مستشفيات الأسنان، وإنشاء 12 مركزا صحيا جديدا، وتوفير 222 سيارة إسعاف. البرامج الاجتماعية حرصت السعودية ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، على خدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وبذلت جهودا حثيثة وبما يمليه عليها دورها الريادي والقائم على رسالتها السامية في خدمة المسلمين والعناية بقضاياهم، وكانت توجيهات الأمير محمد بن نايف ببذل كل ما هو ممكن في إعمار بيوت الله في الدول المتضررة، تأكيدا على أهمية المسجد في رفع درجة الوعي الديني، ودوره كمؤسسة تربوية اجتماعية. وفي مجال البرامج الاجتماعية ركزت السعودية على توثيق عرى التكافل بين الشعوب، وأسندت للجان والحملات الإغاثية السعودية مهمة تخطيط ودراسة الحالات الإنسانية في مناطق الطوارئ والأزمات والنكبات في الدول المتضررة، وتحديد الأسر المتضررة والمحتاجة، والاهتمام بالبرامج الاجتماعية التي تساهم في رفع الروح المعنوية للمتضررين، الأمر الذي مكنها من تنفيذ العديد من المشاريع الاجتماعية التي تمثلت في مساعدة الأسر، التي فقدت معيلها، ومساعدة ذوي الأسرى، والأيتام، وأصحاب المساكن المدمرة، والمؤسسات الاجتماعية، وتشغيل العمال الفلسطينيين، وكفالة الأسر المحتاجة. دعم الطلاب والطالبات وأخذت السعودية على عاتقها دعم المسيرة التعليمية في هذه الدول، من خلال تنفيذ عدد من المشاريع التعليمية، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية الرسمية، ومنظمات الأممالمتحدة المتخصصة، لتساعدها على نشر العلم والمعرفة بين المتأثرين من الحروب والكوارث الطبيعية. وقدمت اللجان دعما ل16 جامعة و75 ألف طالب وطالبة لمواصلة تعليمهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، إضافة إلى دعم برنامج طلبة الماجستير والدكتوراه، وتوفير الحقائب المدرسية للطلاب والطالبات في عدد من الدول، وأنشأت اللجان مراكز للتدريب على الحاسب الآلي ومدتها بالأجهزة اللازمة، وشيدت 35 مدرسة حكومية. البرامج الإغاثية والإسكانية أولت السعودية البرامج الإغاثية والإسكانية اهتماما كبيرا، وقدمت الإغاثة العاجلة للمتضررين في الدول المنكوبة، استجابة لمتطلبات النازحين والمشردين واللاجئين في مخيمات الإيواء، وقدمت لهم ما يخفف من وقع الكوارث، وقدمت لهم أربعة ملايين سلة ضمت 79 ألف طن مواد غذائية متنوعة منها الدقيق، السكر، رغيف الخبز، اللحوم المعلبة، زيت الطعام، الأرز، الأغذية المعلبة سريعة التحضير، التمور، إضافة إلى 470 ألف وجبة غذائية جاهزة، و780 طنا من لحوم الهدي والأضاحي بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، وأكثر من ستة ملايين ربطة خبز، وفي مجال المشاريع الإسكانية تم ترميم 2345 وحدة سكنية في فلسطين، وإنشاء 2663 وحدة سكنية في الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين وسريلانكا وإندونيسيا والباكستان. أما في مجال المشاريع التنموية، فقد عملت اللجان والحملات الإغاثية على تأهيل شبكة المياه والكهرباء في مدينة نابلس بفلسطين، وإنشاء محطات لتحلية المياه بالمدارس والمستشفيات، وحفر 370 بئرا، وبناء خزانات جديدة، وتأمين الوقود والديزل، إضافة إلى تأمين وحدات تنقية لمياه نهري دجلة والفرات.