يصعب في موقف الوداع استرجاع كل مؤهلات الإبداع التي أنجزها العالم العربي الدكتور أحمد زويل (رحمه الله)، إلا أن رجلاً بحجمه لم يكن هاجسه سوى تسخير العلم لخدمة البشرية. وكعادة العقول المهاجرة وجد في الغرب من الحفاوة والعناية ما ساعده في اختراع كاميرا (الفيمتو ثانية) ذات القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض. وحصد براءات اختراع لإنجازه أجهزة علمية عدّة. نال عضوية الأكاديمية الأمريكية للعلوم في سن الثلاثة والأربعين، علما أن هذه الأكاديمية لا تمنح العضوية لأي عالم بل لأذكى العلماء، شرط أن تتخطى أعمارهم الخامسة والخمسين. نال جوائز عالمية وعربية في مقدمتها جائزة الملك فيصل عن منجزه في العلوم عام 1989. ونال بعدها بعشرة أعوام جائزة نوبل. وكرمته مصر بوسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 1995، وقلادة النيل العظمى، وأطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين، وأصدرت هيئة البريد طابعين بريديين باسمه وصورته، ومنحته أيضاً جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية وتم إطلاق اسمه على صالون الأوبرا. وكان من حيثيات منحه جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 توصله لإنجاز ساعد في التعرف على الكثير من الأمراض بسرعة، (الفيمتو ثانية)، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، مبتكرا نظام تصوير يعمل باستخدام الليزر وله القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها. له كتب عدة منها (رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل) و (عصر العلم) صدر في 2005، ونفدت الطبعة الأولى منه خلال ساعتين. و (كتاب الزمن) 2007 و (كتاب حوار الحضارات) وهو آخر مؤلفات الدكتور زويل المنشورة بالعربية. العالم الراحل أوصى بدفنه في مصر. مشدداً على ضرورة الاهتمام بمشروعه (مدينة زويل). ورثاه عدد من الكتاب والأدباء والعلماء في كافة أرجاء العالم. وترى الكاتبة سكينة فؤاد أنه من المؤكد أن مصر فقدت ابنا بارا لها، وعلما من أعلام العلم في العالم كله، متمنية أن تكون التحية لروحه هي استكمال مشروعه العلمي الذي حلم بتحقيقه في بلده. مؤملة أن يكون المشروع امتدادا لسيرته ومسيرته، ومؤكدة أن شخصية بحجم الدكتور أحمد زويل لا ترحل طالما العالم يتوارث علمه وعمله. و لايزال موعد وصول جثمان عالم الكمياء المصري أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل، محل أنباء متضاربة، إلا أن المستشار الإعلامي للعالم الراحل شريف فؤاد رجح ل«عكاظ» أن يصل الجثمان من الولاياتالمتحدة الأحد القادم. وترجح مصادر «عكاظ» إقامة جنازة عسكرية لزويل باعتباره حاصلا على «قلادة» النيل بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي وكبار رجال الدولة.