بدأ بعض المغردين عبر تويتر يحتجون على ما آل إليه معظم التغريد من إساءات لفظية ضد المغردين بعضهم لبعض، ويطالبون بضبط أساليب التغريد ومحاسبة المتجاوزين، بل إن بعض المغردين أخذ يتبرأ من التغريد جملة وتفصيلا. وبداية، أود الإشارة إلى أنني شخصيا لم أغرد قط منذ بدأ موقع التواصل تقديم خدمته للمغردين لأسباب عدة؛ منها توقعي المسبق لإمكانية إساءة استخدام هذه الوسيلة التعبيرية لا سيما في ظل تنامي المشاعر العنصرية والطائفية التي تغذيها الأوضاع السياسية الإقليمية والثقافية المحلية، وسيادة إعجاب الناس برأيهم وميلهم إلى الجدل البيزنطي واعتبار كل واحد منهم رأيه الصواب الذي لا يقبل الخطأ، ولأنني أملك وسيلة أفضل للتعبير عن آرائي سواء من خلال الكتابة الصحفية أو من خلال الدخول في حوارات ومشاركات اجتماعية، وأخيرا لأن علاقتي بأجهزة مواقع التواصل ليست على ما يرام!. ومن هذا المنطلق، فإن ما لاحظته من هجمة على «التغريد» وسوء استخدام لموقع تويتر من قبل غالبية المغردين، هو أن المثقفين والموجهين الاجتماعيين يأتون في مقدمة من يسيئون استخدام تويتر كوسيلة للتعبير أو التغريد، وقد حذا المجتمع حذوهم فأصبح أفراد منه «يخطفون الكبابة من فم القدر» كما يفعل الثعلب الصغير، فإذا قرأ الواحد منهم تصريحا لمسؤول هاجموا التصريح ومن قال به قبل أن يفهموا المعنى الحقيقي منه، بل إن بعض المغردين لا يجدون وقتاً للاطلاع على التصريح نفسه أو المعلومة نفسها بل يغرد ضدها مساندة لتغريدات وصلته على هاتفه أو بناء على مقال كتبه صحفي يناقش فيه ما نشر من تصريح أو معلومة، ويحصل في كثير من الأحوال أن يصدر بيان من الجهة المستهدفة بالتصريح والهجوم تؤكد فيه أن ما نشر من معلومات غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة وإنما بني على شائعات مرسلة هدفها الإثارة والإساءة، ولكن المغردين الذين بنوا آراءهم المتشنجة على المعلومات الكاذبة أو المغلوطة «يخجلون» من أن يغردوا معتذرين عن تسرعهم ولهاثهم وراء الشائعات والأكاذيب «وحسب امرئ من الشر أن يحدث بكل ما سمع»!