سفاهة في معاجم اللغة العربية، تعني: طَيْشٌ، خِفّةٌ، جَهْل، وَرَدَاءة خُلُق، بعض هذه الكلمات أو جلها يمكن إطلاقها على سياح سعوديين دفعوا فاتورة السفر وتكبدوا عناءه، لينتشروا في ساحات وشوارع ومتنزهات عدد من الدول الأوروبية، ويتخموا مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع مسيئة توثق لجاهلية سياحية تربعت على ضفاف «السناب شات». هذه الجاهلية تشكلت بصور مختلفة، منها: امتهان الموروث الشعبي بإطلاقه في غير محله تارة، أو تسويق السخافات والتصرفات الصبيانية تارة أخرى، لترسم داخل مخيلة بعض الشعوب الأوروبية لوحة مشوهة عن المواطن السعودي، فضلا عن أنها أصبحت مادة دسمة يتم من خلالها، وبحسب وصف المراقبين، الإساءة إلى الوطن، لا تتوافق مع طبيعة الوعي الفكري والتطور الذهني الذي وصل له السعوديون، مما دعا البعض منهم إلى التأكيد على صعوبة تخيل أن هؤلاء يعيشون بينهم في البلاد أصلا، مشككين في انتمائهم لها. وهذا ما يؤكده رجل الأعمال بندر بن ربيعان، ويقول ل «عكاظ»: «هؤلاء مثال سيئ، لا يعرفون احتراماً ولا أدباً ولا ذوقاً، شوهوا قيمنا ومكانتنا التاريخية، فهم يركضون خلف الشهرة المزيفة، بسلاحي الطيش والخفة»، مشيرا إلى ضرورة العمل على إيجاد حلول لمحاصرتهم والحد من ممارساتهم المسيئة، حتى وإن تطلب الأمر ملاحقتهم قانونياً ومنعهم من السفر. وحتى تكترث الجهات المعنية لنداءات بندر ومن يتفق معه من الأغلبية، وتجد الحلول لمحاصرة من ينشرون جاهلية السياحة، يجب أن نتذكر مقولة «هايل» الشهيرة: «إننا ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمهاتنا»، وننطلق من محطة مضامينها لمحاربة هذه السلوكيات، ونضمن أن تموت في مهدها، وذلك باستخدام خاصية الحذف المستقرة في كل نافذة من نوافذ التواصل الاجتماعي، ونلقي بها وتفاصيلها على قارعة التجاهل.