يبدو أن الكثير من «الكدادة» في جدة لم يسمعوا بقرار وزارة النقل بالسماح للسعودين بالعمل في «الأجرة»، إذ إن مواقف باب مكة القديمة ظلت أمس كعادتها تموج بالمنادين للرحلات الطويلة إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة دون أن تجد من يفضفض في تفاصيل القرار من الكدادة. «عكاظ» تجولت في مواقف مكة القديمة، إذ أوضح عدد من الكدادة عدم سماعهم بالقرار، فيما أكد آخرون أن شروط القرار مبهمة وغير واضحة حتى الآن بالنسبة لهم. وذكر عبدالله سلطان أحمد أنه لم يسمع بالقرار لأن معظم «الكدادة» مشغولون بلقمة العيش في الشوارع «تركيزنا منصب على تحميل الركاب وحملهم وأمتعتهم إلى جدة، ومن ثم تحميل آخرين من مكة إلى جدة بمبلغ يصل إلى 200 ريال للمركبة الكاملة و50 ريالا للشخص الواحد». من ناحيته، أوضح مشرقي يحيى علي أنه إذا تم اعتماد القرار الجديد فإنه سيسهم في راحة الكدادين من لهيب شمس الصيف وزمهرير الشتاء، خصوصا أن القرار الجديد يشترط الارتباط بمنصة إلكترونية تحت اسم «وصل» عبر الأجهزة الذكية التي بإمكانها إيصال الكداد بالركاب مباشرة حسب قرب الشخص من الكداد وطلب التاكسي الذي يصل على الفور للموقع المطلوب. وأفاد بأنه بإمكان البرنامج الجديد عبر الأجهزة الذكية الوصول لموقع الزبون المحدد عبر الخريطة الرقمية، والتنسيق معه بإظهار رقمه والتواصل معه مباشرة والتفاهم معه، ومن ثم الوصول إليه وحمله للمكان المطلوب وتشغيل العداد لمعرفة القيمة السعرية التي ستسهم في تقليل المشكلات التي تحدث بشكل يومي بين الكدادة والركاب من اختلاف في التسعيرة من جدة للمطار أو من مواقف مكة لداخل جدة، أو من جدةلمكة أو المدينة. وتساءل علي حسن (كداد) عن كيفية التسجيل في البرنامج الجديد، وهل تشترط الوازارة أن تكون المركبة ملكا للكداد، وهل سيواجه الكدادون مشكلة مع الوزارة وعدم السماح لهم بالتسجيل معهم في حال كانت المركبة «على نظام التأجير» ولم تنتقل ملكيتها للسائق بعد إلا حين الانتهاء من دفع المبلغ بالكامل؟. وأضاف: تمنينا أن تكون وزارة النقل أكثر وضوحا في تسجيل الشروط وبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي لنتمكن من التسجيل بطريقة رسمية تسمح لنا بممارسة المهنة بأريحية دون معوقات. وأضاف: هل المخالفات المرورية تعيق السائقين من الاشتراك مع وزارة النقل في البرنامج الجديد، وهل يمكن للكداد أن يمتلك أكثر من مركبة باسمه وتوزيعها على آخرين ليمارسوا مهنة الكدادة بغير مركباتهم أم أن النظام لا يسمح؟. سالم علي، أوضح أنه على وزارة النقل الاجتهاد في شرح تفاصيل التسجيل والعقوبات المترتبة على المخالفين، وتساءل: هل يحق للمرور أن يمنحني مخالفة وأنا أملك الاشتراك الرسمي مع وزارة النقل في البرنامج الجديد، وكيف يتم التنسيق بينهم وبين المرور؟. وأوضح سالم علي أن القرار مهم خصوصا في الوقت الحالي، وهو اعتراف بمهنة الكدادة خصوصا أن كثير من الشباب يمارسها بالرغم من المخالفات التي تمنح لهم، وذلك لأن بعض الشباب لا يملكون وظيفة، فهم مضطرون لهذا العمل لكسب لقمة العيش.