يستند مركز قبة (150 كلم شمال شرق بريدة) على تاريخه العريق، فحاضره لا يواكب الأهمية التي عاشها قبل نحو 100 عام، حين كان محطة للقوافل التجارية بين نجد وبلاد الشام، فضلا عن أن المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- شيد فيه قصرا، تحول حاليا إلى أطلال، وبات المركز الذي يتبع محافظة الأسياح يعاني نقصا حادا في الخدمات التنموية، رغم ما يتمتع به من مقومات سياحية وطبيعة خلابة، جعلت منه مقصدا لهواة القنص والرحلات البرية، إذ يشكو سكانه الذين يزيد عددهم على 15 ألف نسمة من غياب الدوائر الحكومية، وباتوا مضطرين للسفر إلى بريدة لإنجاز معاملاتهم قاطعين 300 كلم ذهابا وإيابا، ما يعرضهم لأخطار. وما يثير الاستغراب أن «قبة» التي تمتلك إرثا علميا عريقا تفتقد لاية كلية جامعية، وأصبح أكثر من 2500 من أبنائها وبناتها يعيشون رحلات سفر يومية محفوفة بالمخاطر، لتلقي العلم في جامعة القصيم. ويعيش سكان قبة التي عرفت ب«عروس الصحراء» على أمل أن تلتفت لهم الجهات الحكومية، وتلبي احتياجاتهم بتطوير المستشفى العام، ورفده بالتخصصات المختلفة، إضافة إلى الاهتمام بالمعالم التاريخية والسياحية، وشق طريق سريع يمر من مركزهم رابطا بين القصيم والحدود الشمالية ليسهم في دعم اقتصادهم، وينهي النزيف الدموي على الطريق الدولي القديم. ويرى عبدالله الحربي أن نمو مركز قبة لا يزال ناقصا، إذ يفتقد لكثير من الدوائر الحكومية المهمة، مثل إدارة للأحوال المدنية والجوازات، مشيرا إلى أنهم يقطعون نحو 300 كلم لاستخراج الهوية الوطنية وإجراء الإضافات في بريدة. واستغرب افتقاد قبة لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة رغم أنها أرض زراعية بالدرجة الأولى، لافتا إلى أنه في حال أراد الأهالي متابعة المعاملات المتعلقة بالمياه أو الزراعة عليهم التوجه إلى بريدة، متمنيا إنهاء معاناتهم بافتتاح جميع الدوائر الحكومية في بلدتهم ووضع حد لحالة الترحال التي يعيشونها. وأكد أهمية إنشاء طريق سريع يربط القصيم بالحدود الشمالية ينطلق من بلدة عين بن فهيد ويمر بقبة ليخدم اقتصاد المنطقة، مبينا أن الطريق الدولي القديم متهالك ويتسبب في كثير من الحوادث. واقترح الحربي إنشاء طريق مزدوج سريع يربط قبة بمركز أبالورود في الأسياح، ليسهل حركة الأهالي ويستخدمه المزراعون والتجار في تصدير سلعهم. وانتقد خالد عنيزان تدني مستوى الخدمات الصحية في قبة، ملمحا إلى أن مبنى المستشفى العام في المدينة متهالك وسعته السريرية محدودة لا تستوعب عدد السكان المتزايد، فضلا عن أنه يفتقد لكثير من التخصصات المهمة مثل وحدة غسيل الكلى، ما يجبر المرضى على السفر إلى بريدة رغم المعاناة والألم. وأسف عنيزان من حرمان قبة من أي كلية علمية أو أكاديمية رغم أنها تحمل إرثا علميا عريقا اكتسبته بصفتها محطة تاريخية للقوافل المنتقلة بين نجد وبلاد الشام، ملمحا إلى أن أكثر من 2500 طالب وطالبة يضطرون للسفر يوميا إلى مدينة عين بن فهيد قاطعين 200 كلم ذهابا وإيابا، وهناك من يقطع 300 كلم لبلوغ جامعة القصيم في بريدة. وقال: «يتعرض أبناؤنا وبناتنا الطلاب لحوادث السير اليومية وهم في طريقهم لتلقي العلم والدراسة الجامعية، لذا بات افتتاح كليات في قبة ضرورة، لا تحتمل التأخير»، مستغربا افتقاد بلدتهم لأية كلية علمية حتى الآن. وتمنى عنيزان إنشاء مجمع للمحاكم الشرعية تبت في قضايا الأهالي دون تأخير، مشيرا إلى أن المحكمة الحالية في مبنى مستأجر ولا تواكب أعداد المواطنين المتزايدة، ما تسبب في تباعد المواعيد، وتأخر النظر في المعاملات. ووصف فهد ناصر خدمة الكهرباء في قبة ب«الضعيفة»، مبينا أن المشكلة تتفاقم في فصل الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة وتزيد الأحمال على المولدات فيغيب التيار، وتتضاعف معاناة الأهالي. وطالب الشركة السعودية للكهرباء بتقوية الخدمة بإنشاء محطة دعم في مركز أبا الورود موجه إلى قبة، مؤكدا أن انقطاع التيار عنهم كبدهم خسائر فادحة، إذ تسبب في إتلاف أجهزتهم الكهربائية وإفساد الأطعمة، فضلا عن اشتداد تداعيات القيظ على المرضى والمسنين والأطفال.