يعيش أهالي رنية حالا من الترحال المتواصل إلى المناطق المجاورة، لإنجاز معاملاتهم اليومية، أو بحثا عن العلاج، خصوصا أن محافظتهم التي تحتل مساحة شاسعة من منطقة مكةالمكرمة، تفتقد للعديد من الدوائر الحكومية، فضلا عن تدني مستوى الخدمات الصحية فيها، وحتى إجراء التحاليل الطبية يضطرون لإرسال عيناتها إلى مستشفيات محافظات المجاورة، وربما يشدون الرحال إليها لمعرفة نتائجها. وعلى الرغم من الحوادث القاتلة التي تنتشر بكثرة على طرق المحافظة الرئيسية، إلا أنه لا يوجد سوى مركز يتيم للهلال الأحمر يعجز على مباشرة الحوادث، ما يفاقم الإصابات. وبين عضو المجلس البلدي مترك تركي درع السبيعي أن المحافظة بحاجة لاستحداث إدارات جديدة فيها مثل مكتب للعمل، فرع صندوق التنمية العقاري، وفرع وزارة النقل لخدمة أكثر من مائة ألف نسمة، مشددا على أهمية تكثيف صيانة الطرق التي تربط المحافظة بالمناطق المجاورة، ملمحا إلى أن الخطوط المؤدية إلى الخرمة وبيشةووادي الدواسر وتربة تحولت إلى ساحات للحوادث القاتلة. إلى ذلك، تساءل فهيد السبيعى عن مصير مشروع إزدواج طريق رنية الخرمة المتصل بالطريق السريع الرياضالطائف، الذي انطلق تشييده قبل نحو ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن الشركة بدأت في تنفيذه إلا أنه أصابه التعثر، مبينا أن العمل لم يبدأ حتى الآن فى الطريق المتصل ما بين «رني' والخرمة» على الرغم من استمرار الحوادث الأليمة عليه. بدوره، طالب محمد السبيعى بدعم مستشفى رنية الحالى بالكوادر الطبية والاقسام، لإنهاء معاناة الأهالي من نقص الخدمات الصحية على مدى السنوات الماضية، مشيرا إلى أن مستشفى رنية لا يستطيع خدمة الأهالي بسبب نقص كبير في طاقمه الطبي، وافتقاده للأجهزة الطبية، مبينا أن المريض لا يستطيع إكمال علاجه في مستشفى رنية العام، فيضطر إلى السفر لمدن أخرى قاطعا مئات الكيلو مترات للبحث عن العلاج. وأيده سالم السبيعي سابقه ملمحا إلى أن رنية بحاجة إلى زيادة الكادر الطبي المتخصص في الجراحة، وتطوير قسم الطوارئ بالمستشفى لمعالجة مصابي الحوادث المرورية التي تزداد يوما بعد آخر، بسبب رداءة الطرق الممتدة إلى المحافظة من جميع الجهات. وأوضح السبيعي أن مستشفى رنية العام بات عاجزا عن معالجة العديد من الحالات المرضية التي تصله، ويضطر إلى تحويلها إلى مستشفى الملك عبدالله في محافظة بيشة على بعد 150 كلم. وأفاد أن النقص الكبير الذي يعانيه المستشفى في أجهزة التحاليل الطبية، ما يضطر الكثير من الاهالي إلى إرسال عيناتهم إلى مدن أخرى أو السفر بأنفسهم من أجل الحصول على نتائجها والعوده مرة اخرى الى مستشفى رنيه العام، ما يكلفهم ماديا ونفسيا وبدنيا. بينما، أكد بنيان السبيعي أنه لا يوجد في المحافظة سوى مركز واحد للهلال الأحمر على الرغم من أنها ترتبط بثلاثة طرق سريعة وغير مزدوجة وتتخلل مناطق وقرى، مشددا على أهمية افتتاح مراكز للهلال الاحمر فى مركز خدان الواقع بمنتصف طريق رنية بيشة وقرية الشعران الواقعة فى منتصف طريق رنية الخرمه وقرية الدارالبيضاء الواقعه على طريق رنية وادي الدواسر، خصوصا أن تلك المواقع تكثر فيها الحوادث. واقترح إنشاء مراكز إسعافية للهلال الأحمر في قرى العويلة والغافة والعفيرية والاملح لبعدها عن وسط محافظة رنية، مشيرا إلى أن الأهالي يضطرون لتقديم الاسعافات الأولية لمصابي الحوادث بجهود ذاتية. ودعا السبيعي إلى الاهتمام بالتعليم وزيادة اقسام فرع الجامعة في رنية واعتماد اقسام علمية وادبية بكلية العلوم والاداب، وزيادة عدد التخصصات في كلية الهندسة.