يعتبر تعاقد الإدارة النصراوية مع لاعب الوسط البولندي ادريان بمثابة ضربة المعلم، لم نحكم عليه بناء على سيرته الذاتية ولا مقاطع شاهدتها له في اليوتيوب، بل عطفاً على ما قدمه اللاعب مع فريقه في ست جولات من (دوري عبداللطيف جميل) السعودي للمحترفين، إضافة إلى مستواه في مباراة السوبر السعودي مع الشباب والذي توج به الأخير. يُمثل ادريان ثقلا كبيرا في الفريق النصراوي، ويشكل قوة في وسطه وخط هجومه، ولا نبالغ إن قلنا إن أكثر من 70 في المئة من قوة النصر تكمن في هذا اللاعب وأدواره التي يقوم بها والتي تخفى أحياناً على المشاهدين له أمام التلفاز وتظهر جلية لمن يتابع تحركاته من المدرجات، فهو يدافع ويهاجم ويوجه زملاءه وينفذ الكرات الثابتة باقتدار، واستطاع "الأصلع البولندي" أن يدخل قلوب النصراويين بفضل مستواه المميز، وفرض اسمه على المدرب الأسباني كانيدا، ولعب أساسياً مع النصر في جميع مباريات الدوري الست، بل انه شارك في كامل دقائق تلك المباريات ال 540، ولم يستغنِ عنه إطلاقاً، مما يثبت بأنه يعتمد عليه بسبب قيمته الفنية العالية، وتشكيله رقماً ثابتاً في انتصارات النصر الستة المتتالية والتي جعلته يتربع على صدارة الدوري، إذ لعب دوراً كبيراً في ذلك وساهم بقوة خصوصاً وأنه نجح في تسجيل أربعة أهداف جعلته ينافس على صدارة الهدافين. يستحق البولندي ادريان أن نجعله مثالاً لابد لبقية الأندية أن تحتذى بالنصراويين فيه، فعندما يريد الفريق جلب لاعب والتعاقد معه فعليه أن يفعل ويحضر أجنبيا بقيمة هذا اللاعب في المستطيل الأخضر، وليس كما تفعل بعض الأندية من جلب لاعبين يعتبرون "عالة" على الفريق في الميدان، ويثقلون على الخزينة دون أدنى فائدة، عكس النصر الذي نجح في استقطاب البولندي وعوض صبر جماهيره على بعض "المقالب" في المواسم الماضية، ولعل الإدارة باتت تعلم بأن "الغالي سعره فيه"، وعليها أن تدفع الملايين إذا ما أرادت المنافسة على الألقاب خصوصاً وأن الفريق تنتظره مشاركة قارية هذا الموسم، ومهر هذه البطولات غالِ.