أبلغ مصدر مسؤول في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية «عكاظ» أمس، أن دار الضيافة الاجتماعية للفتيات في الرياض نظمت رحلة ترفيهية لعدد من النزيلات أول أمس الاثنين إلى مركز ترفيهي شمالي الرياض، وعند وصولهن إلى الموقع تقدمت أربع فتيات لإحدى المشرفات وطلبن مبلغا من المال ثم توارين عن الأنظار. وأضاف المصدر - الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه - بأن أعمار الفتيات الهاربات تتراوح ما بين 18 و 30 عاما، وجميعهن وصلن إلى دار الضيافة خلال هذا العام، منهن فتاتان دخلتا الدار قبل شهر رمضان الماضي. وتابع المصدر أن مركز الضيافة التابع لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية في الرياض يضم حاليا قرابة 11 نزيلة، بما فيهن الهاربات الأربع، وتجري دائما محاولات للإصلاح بينهن وبين أسرهن، بعد انتهاء محكوميتهن ورفض أهاليهن تسلمهن. مبينا أن الوزارة نجحت في إقناع عدد من الأسر في هذا الشأن. ذهبن ولم يعدن طبقا للمعلومات فإن الفتيات الأربع هربن من حديقة في الحمراء شمال العاصمة بعد أن توقفت الحافلة المقلة لهن في الموقع في حدود الساعة الثامنة والنصف مساء. طلبن من المشرفة الاجتماعية المصاحبة لهن مبلغا بسيطا من المال بهدف شراء احتياجات ومستلزمات وذهبن ولم يعدن !. وزاد المصدر ل «عكاظ» أن المشرفة أبلغت المسؤولين في الدار عن الواقعة، وتم تقديم بلاغ في شرطة الحمراء. وعلمت «عكاظ»، أنه يجري حاليا التنسيق بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والأجهزة المختصة للكشف عن ملابسات الهروب. وتأتي الحادثة بعد أقل من عام عند هروب أربع فتيات من دار الضيافة في محافظة جدة في اكتوبر 2015، بعد أن قمن بكسر باب الطوارئ والهروب منتصف الليل، إلا أنه تم القبض عليهن. نزيلات لا سجينات وأكد المصدر أن الفتيات المتواجدات في دار الضيافة غالبا ما يأتين بعد رفض أهاليهن استقبالهن، وقال إن حقوق الإنسان في المملكة ترفض بقاء الفتيات داخل الدار دون خروجهن، فالدار مكان للضيافة وليست سجنا، وبالتالي تقوم الوزارة بتنظيم خروجهن بضوابط معينة، كحضور بعض المناسبات أو الأعياد أو الذهاب للمستشفى. مبينا أن الوزارة لا تتعامل مع النزيلات كسجينات. وزارت «عكاظ» أمس، دار الضيافة الاجتماعية في الرياض، وحاولت التواصل مع المسؤولين في الدار، إلا أنه تعذر ذلك، وقالت مسؤولة في الدار، تحتفظ «عكاظ» باسمها، إنها لا تستطيع التحدث إعلاميا عن وضع الفتيات في الدار، لأنها غير مخولة بذلك. ويقع مركز الضيافة الاجتماعية في حي اليرموك شرق مدينة الرياض، وهو بناية مكونة من طابقين وملاصقة تماما لمبنى وحدة الحماية الاجتماعية، ومحاط بسور أبيض من الحديد المثقب. وتنقسم دار الرعاية الاجتماعية للفتيات إلى قسمين، مركز الاستقبال، والضيافة الاجتماعية، ويختص الأول باستقبال الفتيات المعرضات للانحراف وغالبا ما يتم تحويلهن عن طريق (شرطة الأحداث - وزارة التعليم - ولي الأمر - الحدث نفسه - ضيافة الأحداث)، وتقوم الدار باتخاذ اللازم وبحث الحالة لحين عرضهن على هيئة رعاية الأحداث لاتخاذ القرار المناسب بشأنهن. وتختص الضيافة الاجتماعية، بإيواء الفتيات المعرضات للانحراف، والمنحرفات فعلا، بعد دراسة حالتها بمراكز الاستقبال ووضع خطة الرعاية المناسبة لكل منهن وذلك بناء على قرار هيئة رعاية الأحداث بإيداعهن بدار الضيافة الاجتماعية للفتيات، كما تنظم الدار بين فترة وأخرى نشاطات ترويحية للفتيات، وتتضمن الرحلات الخارجية والجولات الحرة والأنشطة الداخلية.