ما فتئ منظرو ومجيزو العمليات الإرهابية صراحةً أو الممهدون لها عبر خطاب الكراهية والعنف أو الترويج لفكر التكفير الذي تمثل جماعة الإخوان جذره وأس بلائه، ما فتئوا يمارسون الكذب والدجل ومحاولة استغفال العقول والأفهام بالمواربة والتنصل أو حتى إنكار كل ما اقترفوه من إثم القول الموثق صوتاً وصورة في المكان والزمان والتوقيت الذي تلفظوا فيه بما جنت ألسنتهم. لقد تابعنا خلال اليومين الماضيين تغريدة نشرها وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد على خلفية التفجيرات التي وقعت في المملكة أخيراً بخصوص ما قاله في وقت سابق يوسف القرضاوي الذي نصبه زملاؤه وأتباعه في التنظيم رئيس رابطة علماء المسلمين دون أن نعرف كيف وما هي المعايير التي أهلته لذلك، بخصوص تجويزه للعمليات التفجيرية الانتحارية الإرهابية، موثقاً بالصوت والصورة، ثم رد القرضاوي على ذلك بتصريح لا يزيد على جملة مواربة سقيمة حاول فيها دون أن يستطيع الهروب من الإدانة الدامغة بكلام مائع وغمغمة مرتبكة ليس باستطاعتها انتشاله من وحل الذنب الكبير الذي اقترفه باستحلال الدماء البريئة بالعمليات الانتحارية. سقوط ما بعده سقوط لشيخ هرم يدب على خط النهاية لحياته لكنه لم يتورع من إضافة ذنب الكذب الى ذنب الافتئات على محرمات الدين بمثل ما أجاز من سفك الدماء. وعلى هذا المنوال رأينا غيره ممن ينتمون إلى فكر جماعته وهم يمارسون الكذب البواح بإنكار أقوالهم وممارساتهم الموثقة، ومن ذلك فضيحة الداعية السعودي الإخواني الذي جلجل صوته في أحد جوامع مصر أيام حكم الإخوان حالفاً أغلظ الأيمان أنه يرى الخلافة قادمة لا محالة، بعد أن قابل رموز الحكومة الإخوانية وقادة التنظيم، ثم أنكر كل ذلك في مقابلة تلفزيونية ليفاجأ بعرض التسجيلات أمامه وأمام عيون المشاهدين ليسقط في وحل الكذب سقوطاً ما بعده سقوط. هكذا هم المتلونون من دعاة الخراب تحت راية الدعوة المسيسة، يستحلون المحرمات ويمارسون كل النقائص في سبيل مشروعهم التدميري، ويظنون أن باستطاعتهم الكذب على الناس كل الوقت. لقد حان أوان تعريتهم وفضحهم وإسقاطهم أمام الذين ما زالوا يظنونهم صالحين وهم أبعد ما يكونون عن الصلاح.